معاوية بن عمّار قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن الميّت فقال: «استقبل بباطن قدميه القبلة» [1]).
وقد يناقش فيها من ناحية السند بضعف بعض الرّواة. قال المحقّق في المعتبر:
«اعلم أنّ ما استدللنا به على الوجوب ضعيف [وذكر الروايات ثمّ قال:] لأنّ التعليل كالقرينة ... والأخبار الاخر المنقولة عن أهل البيت ضعيفة السند» [2]).
وقال السيد العاملي في ذيل رواية سليمان: «يمكن المناقشة في هذه الرواية من حيث السند بإبراهيم بن هاشم حيث لم ينص علماؤنا على توثيقه، وبأنّ راويها- وهو سليمان بن خالد- في توثيقه كلام» [3]).
واجيب [4] عنه بأنّ حديث إبراهيم قد عدّه في الصحيح جملة من متأخّري المتأخّرين كالشيخ البهائي ووالده والمجلسي ووالده وغيرهم؛ لما ذكره علماء الرجال في حقّه بأنّه أوّل من نشر حديث الكوفيين بقم، وهو من أعلى مراتب التوثيق، لما علم من تصلّب أهل قم في قبول الروايات.
وأمّا سليمان بن خالد فقد عدّ حديثه نفس صاحب المدارك في مواضع من كتابه [5] من الصحيح أو الحسن. وعبّر عنه في الرّياض ب «الحسن بل الصحيح» [6]).
وفي الرّوض ب «السليم» [7]).
كما اعتبر المحقّق النجفي والسيد الحكيم رواية معاوية بن عمّار من الموثّق [8]). واعتبر النراقي رواية ذريح من الصحيح، ورواية الشعيري من الحسن [9]).
فالإشكال في سند هذه الأخبار جميعاً غير وجيه.
نعم، قد يناقش في دلالتها بأنّ الحكم الوارد في مرسلة الفقيه عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حكم في واقعة معيّنة،
[1] انظر: الوسائل 2: 452- 453، ب 35 من الاحتضار، ح 1، 3، 4. [2] المعتبر 1: 258. [3] المدارك 2: 53. [4] الحدائق 3: 353- 354. [5] المدارك 1: 304، و2: 87- 88، و3: 82، 209، 447، وغيرها. [6] الرياض 2: 135. [7] الروض 1: 253. [8] جواهر الكلام 4: 7. مستمسك العروة 4: 16. [9] مستند الشيعة 3: 69- 70.