احتكار
أوّلًا- التعريف:
الاحتكار عند كثير من أهل اللّغة حبس الطعام وادّخاره انتظاراً للغلاء [1]، والاسم منه حُكرة كغُرفة، وصاحبه محتكر.
لكن الظاهر من جماعة عدم اختصاصه بالطعام [2]، بل ادّعي أنّ من خصّه به من اللغويين أراد الممنوع منه شرعاً [3]).
ولا يخرج استعمال الفقهاء له عن المعنى اللغوي [4] إلّا في قيود ذكرها بعضهم قد ترجع إلى الحكم دون الموضوع، كما سيأتي.
ثانياً- الألفاظ ذات الصلة:
1- الإدّخار:
وهو افتعال من الذّخر- بالذال- بمعنى الإعداد لوقت الحاجة [5]).
ويفترق عن الاحتكار بأنّه صادق في النقود وغيرها بخلاف الاحتكار، وبأنّ الذّخيرة لا تكون بقصد غلاء السعر وبيعه بخلاف الحكرة.
2- الحبس:
وهو المنع والإمساك، ضدّ التخلية [6]، وهو يعمّ الحكرة؛ فإنّ الحكرة حبس ما يحتاج إليه الناس فهي حبس خاصّ.
ثالثاً- متعلّق الاحتكار:
لا خلاف في الجملة في أنّ مورد الاحتكار المنهي عنه شرعاً هو الأطعمة [7]، وإن اختلفت تعابيرهم عن ذلك كالتعبير بالغَلّة والقوت إلّا أنّ المراد هو الطعام كما سيتضح [8]).
قال الصدوق: «إذا لم يكن بالمصر طعام غيره فليس له إمساكه وعليه بيعه
[1] تهذيب اللغة 4: 96. المحيط في اللغة 2: 378. الصحاح 2: 635. المحكم والمحيط الأعظم 3: 38. المغرب: 124. [2] جمهرة اللغة 1: 520. المعجم الوسيط: 189. [3] مستند الشيعة 14: 44- 45. [4] المسالك 3: 191. المكاسب (تراث الشيخ الأعظم) 4: 363. [5] المصباح المنير: 207. وانظر: النهاية (لابن الأثير) 2: 155. [6] الصحاح 3: 915. لسان العرب 3: 19. مجمع البحرين 1: 352. [7] مستند الشيعة 14: 48. [8] نعم سيجيء التعميم لغير الطعام من بعضهم فانتظر.