responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 3  صفحه : 46
الكبيرة لها.
تاسعاً- الإبطال والإحباط:
ورد النهي في بعض الآيات عن إيجاد أسباب إحباط الأعمال بارتكاب بعض المعاصي، بل عبّر في بعضها عن ذلك بالإبطال، كما في قوله تعالى: «لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى‌» [1] بناءً على ارادة الحبط منها، فهل يكون هذا من الإبطال للعمل المأتي به سابقاً حقيقة بحيث ينقلب باطلًا بعد أن كان وقع صحيحاً وامتثالًا للأمر أم لا يبطل العمل بذلك وإنّما يبطل ثوابه فلا يؤجر عليه، أو لا يبطل الثواب عليه وإنّما يبطل ما يتوقع ويطلب من أصل الايمان وعمل الصالحات من السعادة الاخروية ودخول الجنة والخلاص من النار؟
وقد بحث بعض الفقهاء عمّا ذهب إليه بعض أصحاب المذاهب من إمكان أن يكون الإحباط إبطالًا [2]، وذلك بأن يكون العمل كالصلاة مثلًا مشروطاً بعدم ارتكاب بعض المعاصي ولو متأخراً وبعد العمل فيكون العمل مشروطاً بعدم لحوق المعصية بنحو الشرط المتأخر، وإلّا بطل ووجب الاعادة أو القضاء إذا كان مما له اعادة أو قضاء، بناءً على ما هو الصحيح من امكان الشرط المتأخر في متعلقات الأحكام بل مطلقاً- على ما حقّق في محلّه من علم الاصول- فكون موارد الإحباط- على القول به- من الإبطال الحقيقي- إذا ما دلّ عليه دليل- أمر ممكن ثبوتاً ولا محذور فيه.
لكن الظاهر أنّه لا دليل على إبطال العمل بالاتيان ببعض الأعمال والمعاصي بعد تحقّقه، بل هو خلاف ظاهر الأدلّة إثباتاً.
وما ورد في بعض الآيات والروايات من حبط وإبطال الأعمال ببعض المعاصي بل وبالمنّ والأذى لا يقتضي ذلك بوجه، بل ولا الإحباط وانتفاء استحقاق المثوبة على ما تقدم من الأعمال الصالحة، وإنّما غايته الدلالة على عدم تحقق السعادة والنتيجة المطلوبة للانسان إلّا بالالتزام بترك المعاصي إلى جانب عمل الصالحات [3].
قال الشيخ الطوسي قدس سره: «ولا تحابُط عندنا بين الطاعة والمعصية، ولا بين المستحقّ عليهما من ثواب وعقاب. ومتى ثبت استحقاق الثواب فانّه لا يزيله شي‌ء من الأشياء ...» [4]، وقال أيضاً- في ذيل قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى‌ كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى‌ شَيْ‌ءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» [5]-: «وليس فيها ما يدلّ على أنّ الثواب الثابت المستقر يزول بالمنّ فيما بعد، ولا بالرياء الذي يحصل فيما يتجدّد، فليس في الآية ما يدلّ على ما قالوه» [6].
وقال الطبرسي: «شبّه سبحانه فعل المنافق والمنّان بالصفا الذي أزال المطر
[1] البقرة: 264.
[2] انظر: القواعد الفقهية (البجنوردي) 5: 252- 253. مستند العروة (الصلاة) 4: 553.
[3] انظر: الاقتصاد: 121- 122. مستند العروة (الصلاة) 3: 44- 49.
[4] الاقتصاد: 193.
[5] البقرة: 264.
[6] التبيان 2: 336.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 3  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست