responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 3  صفحه : 47
ما عليه من التراب، فانّه لا يقدر أحد على ردّ ذلك التراب عليه، كذلك إذا دفع المنّان صدقة وقرن بها المنّ فقد أوقعها على وجه لا طريق له إلى استدراكه وتلافيه؛ لوقوعها على الوجه الذي لا يستحق عليه الثواب، فإنّ وجوه الأفعال تابعة لحدوث الأفعال، فاذا فاتت فلا طريق إلى تلافيها.
وليس في الآية ما يدلّ على أنّ الثواب الثابت المستقر يبطل ويزول بالمنّ فيما بعد، ولا بالرياء الذي يحصل فيما يستقبل من الأوقات على ما قاله أهل الوعيد» [1].
لكن بعض الفقهاء أثبتوا الإحباط في الثواب والعقاب بارتكاب بعض الأعمال فضلًا عن مثل الكفر والارتداد.
قال المحقق الأردبيلي: «لا شك في إحباط الكفر بالإيمان وبالعكس، وهو صريح القرآن والأخبار ونقل عليه الإجماع، بل يوجد الإحباط مطلقاً فيهما» [2].
وقال أيضاً: «وبالجملة الأخبار والآيات متظافرة متكاثرة في وقوع الإحباط فإنكاره لا يمكن، فلا بدّ من التأويل لو صحّ عدم جوازه، والتأويل الذي في مجمع البيان غير واضح ... و..
انّه ما يجري فيما إذا كان إحباط بعض الأعمال البدنية بالبعض مثل أن شرب الخمر يحبط كذا وكذا والزنا كذا وكذا، وأنّ الصلاة تكفّر ذنب كذا وكذا، والحج كذا وكذا وغير ذلك مما لا يحصى ..
[و] يمكن أن يقال: لا استبعاد فيما نحن فيه أن يستحق الانسان ثواباً ويكون وصوله إليه موقوفاً على عدم صدور منافيه منه من الردة، أو يكون البقاء على الايمان شرطاً لاستمراره وانتفاعه به، ويكون الإحباط عبارة عن عدم ذلك» [3].
ويمكن أن يراد بالإحباط إبطال ما تركه اتيان العمل الصالح من أثر على تكامل النفس البشرية وسموّها المعنوي بالإتيان بالعمل المفسد، فليس هو في الحقيقة والواقع إزالة لأثر العمل الصالح، بل هو حطّ للنفس البشرية عن مقامها الذي ارتفعت إليه بالعمل الصالح بسبب العمل السيئ.

[1] مجمع البيان 1: 376- 377.
[2] زبدة البيان: 190.
[3] زبدة البيان: 304- 530.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 3  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست