responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 18  صفحه : 309
وقد يقال بأنّ الإسراف لا يصدق بلحاظ نفس الإنفاق، بل بلحاظ كيفيته أو مزاحماته، كما إذا كان الأجدر والأولى حفظ المال لغرض شرعي أهم وأولى، فتوصيف الإنفاق بالإسراف ليس بلحاظ نفسه، بل بلحاظ خصوصياته ومزاجاته ونحو ذلك، فلا تعارض بين الآيات والروايات من هذه الناحية.
الثالث- الإنفاق المحرّم:
قد يكون الإنفاق محرّماً، وذلك إذا كان مورده أو مصدر المال أو الصفة التي عليها محظوراً عند الشارع، وهي جهات متعدّدة:
1- اتّصافه بما هو محظور وحرام- تجاوز الحدّ في الإنفاق- بنحو يوجب إفساد المال وتضييعه من دون غرض عقلائي، وهو ممّا لا إشكال في حرمته، بل ادّعي الإجماع عليها، بل والضرورة من المذهب أو الدين [1].
وقد استدلّ على حرمة الإسراف والتبذير بآيات من الكتاب الكريم، كقوله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» [2]، وقوله تعالى: «إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ» [3].
وتقدّم أنّ اللَّه تعالى ذكر في سورة الفرقان من علامات عباد الرحمن عدم الإسراف حتى في الإنفاق المطلوب، وهو قوله تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوَاماً» [4]، والقوام: هو العدل الذي هو الوسط، ومعنى الإسراف في صرف المال هو مجاوزة الحدّ فيه.
وقد تقدّم نقل بعض‌ الأخبار الناهية عنه، ونضيف إليها هنا رواية داود الرقّي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «إنّ القصد أمر يحبّه اللَّه عزّوجلّ، وإنّ السرف أمر يبغضه اللَّه عزّوجلّ، حتى طرحك النواة فإنّها تصلح لشي‌ء، وحتى صبّك فضل شرابك» [5].
ورواية مسعدة بن صدقة عنه عليه السلام أيضاً حيث جاء فيها: «... ورجل رزقه اللَّه‌
[1] عوائد الأيّام: 615.
[2] الأعراف: 31.
[3] الإسراء: 27.
[4] الفرقان: 67.
[5] الوسائل 21: 551، ب 25 من النفقات، ح 2.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 18  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست