عَلَيْهَا» [1]، فإنّ المراد من الفطرة- كما ورد في بعض الأخبار- هي فطرة الإسلام [2].
وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «كلّ مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه» [3].
ونوقش الاستدلال بالآية الشريفة بأنّ المقصود بالفطرة فيها فطرة التوحيد واعتقاد الإنسان بأنّ له خالقاً إذا تأمّل في مراحل خلقته التي مرّ بها [4]، قال تعالى:
«وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ» [5].
ويشهد لذلك [6] ذيل رواية عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه عليه السلام التي فسّرت الفطرة بالإسلام حيث ورد فيها: «...
فطرهم اللَّه حين أخذ ميثاقهم على التوحيد، قال: «أَلَستُ بِرَبِّكُم» [7]، وفيه المؤمن والكافر» [8].
كما نوقش الاستدلال بالرواية بإعراض الأصحاب عنها [9]، وضعفها السندي [10] كما ذكر بعضهم في تفسيرها أنّ المقصود منها كلّ مولود يولد ليكون- لو خلّي ونفسه- على الفطرة بعد البلوغ [11].
الدليل الثاني: ما ورد [12] عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «الإسلام يعلو ولا يعلى عليه» [13]، المنجبر ضعفه بفتوى الفقهاء [14]، فلابدّ من الحكم على اللقيط بالإسلام.
واورد عليه بقصور دلالته على المطلوب [15]؛ لدلالته على علوّ الإسلام على غيره في الحجّة والبرهان دون الحكم عليه بالإسلام [16]. [1]
الروم: 30. [2] الكافي 2: 12، ح 2. [3] البحار 61: 187، ذيل الحديث 52. صحيح مسلم 4: 2047، ح 22. [4] انظر: التنقيح في شرح العروة (الطهارة) 8: 91. [5] لقمان: 25. [6] انظر: التنقيح في شرح العروة (الطهارة) 8: 91، 92. [7] الأعراف: 172. [8] الكافي 2: 12، ح 2. [9] مجمع الفائدة 7: 466. [10] جواهر الكلام 38: 187. مستمسك العروة 4: 70. [11] جواهر الكلام 38: 187. [12] انظر: المبسوط 3: 180. [13] الوسائل 26: 14، ب 1 من موانع الإرث، ح 11. [14] جواهر الكلام 38: 187. [15] مستمسك العروة 4: 70. [16] التنقيح في شرح العروة (الطهارة) 8: 91.