responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 217
واستولى ابن أبي العافية على فاس وأعمال المغرب وأجلى الأدارسة وأجذمهم بحصنهم حجر النسر ويحترف إلى جبال غمارة وبلاد الريف وكان لغمارة في التمسك بدعوتهم أياد ومقامات واستجدوا بتلك الناحية ملكا توزعوه قطعا كان أعظمها لبنى محمد هؤلاء ولبنى عمر بتيكيسان ونكور وبلاد الريف ثم سما الناصر عبد الرحمن إلى ملك العدوة ومدافعة الشيعة فنزل له بنو محمد عن سبتة سنة تسع وتناولها من يد الرضى بن عصام رئيس محكسة وكان يقيم فيها دعوة الأدارسة فأفرجوا له عنها ودانوا بطاعته وأخذها من يده ولما غزا أبو القاسم ميسور إلى المغرب لمحاربة ابن أبي العافية بفاس نقض طاعتهم ودعا للمروانية وجد بنو محمد السبيل إلى الانتصار والانتقام منه بمظاهرة ميسور عليه ووالاهم على ذلك بنو عمر صاحب نكور ولما استقل ابن أبي العافية من نكسته ورجع من الصحراء سنة خمس وعشرين منصرف ميسور من المغرب نازل بنى محمد وبنى عمر وهلك بعد ذلك وأجاز الناصر وزيره قاسم بن محمد بن طملس سنة ثلاث وثلاثين لحربهم وكتب إلى ملوك مغراوة محمد بن حزر وابنه بمظاهرة عساكره مع ابن أبي العيش عليهم فتسارع أبو العيش بن إدريس بن عمر المعروف بابن شالة إلى الطاعة وأوفد رسله إلى الناصر فعقد له الأمان وأوفد ابنه محمد بن أبي العيش مؤكدا للطاعة فاحتفل لقدومه وأكد له العقد ونصل سائر الأدارسة من بنى محمد مذهبهم وسألوا مثل سؤالهم فعقد لجميع بنى محمد أيضا وكان وفد منهم محمد بن عيسى بن أحمد بن محمد والحسن بن القاسم بن إبراهيم بن محمد وكان بنو إدريس يرجعون في رياستهم إلى بنى محمد هؤلاء منذ استبد بها آخرهم الحسن بن محمد الملقب بالحجام في ثورته على ابن أبي العافية فقدموا على أنفسهم القاسم بن محمد الملقب بكنون بعد فرار موسى بن أبي العافية وملك بلاد المغرب ما عدا فاس مقيما لدعوة الشيعة إلى أن هلك بقلعة حجر النسر سنة سبع وثلاثين وقام بأمرهم من بعده أبو العيش أحمد بن القاسم كنون وكان فقيها عالما بالأيام والاخبار شجاعا ويعرف بأحمد الفاضل وكان منه ميل للمروانية فدعا للناصر وخطب له على منابر عمله ونقض طاعة الشيعة وبايعه أهل المغرب كافة إلى سجلماسة ولما بايعه أهل فاس استعمل عليهم محمد بن الحسن ووفد محمد بن أبي العيش بن إدريس بن عمر بن شالة على الناصر عن أبيه سنة ثمان وثلاثين فاتصل به وفاة أبيه وهو بالحضرة فعقد له الناصر على عمله وسرحه وهجم عيسى ابن عمه أبى العيش أحمد بن القاسم كنون على عمله بتيكيسان في غيبة محمد فهبطها واحتوى على مال ابن شالة ولما أقبل محمد من الحضرة زحف برابرة غمارة إلى عيسى المذكور ابن كنون ففظعوا به وأثخنوه جراحة وقتلوا أصحابه ببلاد غمارة وأجاز الناصر قواده إلى المغرب وكان أول من أجاز إلى بنى محمد هؤلاء سنة ثمان
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست