responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 216

* (الخبر عن حاميم المتنبي من غمارة) *
كان غمارة هؤلاء عريقين في الجاهلية بل الجهالة والبعد عن الشرائع بالبداوة والانتباذ عن مواطن الخير وتنبأ فيهم من محكسة حاميم بن من الله بن جربر عمر بن زحفوا ابن آزوال بن محكسة يكنى أبا محمد وأبوه ابا خلف تنبأ سنة ثلاث عشرة وثلثمائة بجبل حاميم المشتهر به قريبا من تطوان واجتمع إليه كثير منهم وأقروا بنبوته وشرع لهم الشرائع والديانات من العبادات والاحكام وصنع لهم قرآنا كان يتلوه عليهم بلسانه فمن كلامه يا من يخلى البصر ينظر في الدنيا خلنى من الدنيا يأمن أخرج موسى من البحر امتن بحاميم وبأبيه أبى خلف من الله وآمن رأسي وعقلي وما يكنه صدري وما أحاط به دمى ولحمي وآمنت نبا بقيت عمة حاميم أخت أبى خلف من الله وكانت كاهنة ساحرة إلى غير هذا وكان يلقب المفترى وكانت أخته دبو ساحرة كاهنة وكانوا يستغيثون بها في الحروب والقحوط وقتل في حروب مصمودة بأحواز طنجة سنة خمسة عشر وثلثمائة وكان لابنه عيسى من بعده قدر جليل في غمارة ووفد على الناصر ورهطهم بنو زحفوا موطنون وادى لاو ووادي وأشر قرب تطوان وكذلك تنبأ منهم بعد ذلك عاصم بن جميل البزدعوى وله أخبار مأثورة وما زالوا يفعلون السحر لهذا العهد وأخبرني المشيخة من أهل المغرب ان أكثر منتحلي السحر منهم النساء العواتق قال ولهم علم استجلاب روحانية ما يشاؤونه من الكواكب فإذا استولوا عليه وتكنفوا بتلك الروحانية تصرفوا منها في الأكوان بما شاؤا والله علم
* (الخبر عن دولة الأدارسة وهي غمارة وتصاريف أحوالهم) *
كان عمر بن إدريس قد قاسم محمد بن إدريس أعمال المغرب بين اخوته برأى جدته كثيرة أم إدريس اختص منها بتكيباس وترغه وبلاد صنهاجة وعمارة واختص القاسم بطنجة وسبتة والبصرة وما إلى ذلك من بلاد غمارة ثم غلب عمر عليها عندما تنكر له أخوه محمد واستضافها إلى عمله كما ذكرنا في أخبارهم ثم تراجع بنو محمد بن القاسم من بعد ذلك إلى عملهم الأول فملكوه واختص منهم محمد بن إبراهيم بن محمد بن القاسم قلعة حجر النسر الدانية وسبتة معقلا لهم وثغرا لعملهم وبقيت الامارة بفاس وأعمال المغرب في ولد محمد بن إدريس ثم أدالوا منهم بولد عمر بن إدريس وكان آخرهم يحيى بن إدريس بن عمر وهو الذي بايع لعبيد الله الشيعي على يد مصالة بن حبوس قائده وعقد له على فاس ثم نكبه سنة تسع وخرج عليها سنة ثلاث عشرة من بنى القاسم الحسن ابن محمد بن القاسم بن إدريس وتلقب الحجام لطعنه في المحاجم وكان مقداما شجاعا وثار أهل فاس بريحان وملكوا الحسن وزحف إليه موسى فقتله ومات
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست