وَ سَعَرْتَ الْقِتَالَ فِي الشَّامِ بِالْبَيْضِ
الْمَوَاضِي وَ بِالرِّمَاحِ الدِّقَاقِ[1]
لَا نَرَى غَيْرَ أَذْرُعٍ وَ أَكُفٍ
وَ رُءُوسٍ بِهَامِهَا أَفْلَاقُ[2]
كُلَّمَا قُلْتُ قَدْ تَصَرَّمَتِ الْهَيْجَاءُ
سَقَيْتَهُمُ بِكَأْسِ دِهَاقِ[3]
قَدْ قَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِ
وَ سَارَتْ بِهِ الْقِلَاصُ الْمَنَاقِي[4]
وَ بَقِيَ حَقُّكَ الْعَظِيمُ عَلَى النَّاسِ
وَ حَقُّ الْمَلِيكِ صَعْبُ الْمَرَاقِي
أَنْتَ حُلْوٌ لِمَنْ تَقَرَّبَ بِالْوُدِّ
وَ لِلشَّانِئِينَ مُرُّ الْمَذَاقِ
لَابِسٌ تَاجَ جَدِّهِ وَ أَبِيهِ
لَوْ وَقَاهُ رَدَى الْمَنِيَّةِ وَاقٍ[5]
بِئْسَ مَا ظَنَّهُ ابْنُ هِنْدٍ وَ مَنْ مِثْلُكَ
لِلنَّاسِ عِنْدَ ضِيقِ الْخِنَاقِ
قَالَ وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا يَئِسَ مِنْ جِهَةِ الْأَشْعَثِ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ رَأْسَ النَّاسِ بَعْدَ عَلِيٍّ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَلَوْ أَلْقَيْتُ إِلَيْكَ كِتَاباً لَعَلَّكَ تُرَقِّقُهُ بِهِ[6] فَإِنَّهُ إِنْ قَالَ شَيْئاً لَمْ يَخْرُجْ عَلِيٌّ مِنْهُ وَ قَدْ أَكَلَتْنَا الْحَرْبُ وَ لَا أَرَانَا نَصِلُ إِلَى الْعِرَاقِ إِلَّا بِهَلَاكِ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَا يُخْدَعُ وَ لَوْ طَمِعْتَ فِيهِ لَطَمِعْتَ فِي عَلِيٍّ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَلَيَّ ذَلِكَ فَاكْتُبْ إِلَيْهِ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَمْرٌو: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الَّذِي نَحْنُ وَ أَنْتُمْ فِيهِ لَيْسَ بِأَوَّلِ أَمْرٍ[7]
[1] في الأصل:
و أدرنا كأس المنية في الفت
نة بالضرب و الطعان الدقاق
و قد أشير في هامش الأصل إلى هذه الرواية التي أثبتها من ح.
[2] أفلاق: جمع فلق، بالكسر، و هو المفلوق.
[3] كذا في ح و هامش الأصل عن نسخة. و في الأصل:
كلما قلت قد تصرمت الحر
ب سقانا ردى المنية ساق
.
[4] المناقى: جمع منقية، كمحسنة، و هي الناقة ذات الشحم.
[5] في الأصل: «لدى المنية».
[6] في الأصل: «ترفقه به» و أثبت وجهه من ح (2: 288).
[7] في الأصل: «ليس بأمر» و أثبت ما في ح.