على أن نمنعهم عنك!فقال عليه السّلام: فجزاكما اللّه يا ابني أخي بوجدكما من ذلك و مواساتكما إياي بأنفسكما أحسن جزاء المتقين. فقالا له: السلام عليك يابن رسول اللّه. فقال لهما:
و عليكما السلام و رحمة اللّه. فقاتلا حتّى قتلا رحمة اللّه عليهما [1] .
مقتل حنظلة الشبامي:
ثمّ تقدّم حنظلة بن أسعد الشبامي بين يدي الإمام عليه السّلام و رفع صوته بتلاوة الآيات التالية على عسكر ابن سعد:
فناداه حسين عليه السّلام: يابن أسعد!رحمك اللّه!إنّهم قد استوجبوا العذاب حيث ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ و نهضوا إليك ليستبيحوك و أصحابك، فكيف بهم الآن و قد قتلوا إخوانك الصالحين!فقال حنظلة: صدقت جعلت فداك!أنت أفقه منّي و أحقّ بذلك، أفلا نروح إلى الآخرة و نلحق بإخواننا؟فقال: رح إلى خير من الدنيا و ما فيها و إلى ملك لا يبلى.
فقال: السلام عليك أبا عبد اللّه، صلّى اللّه عليك و على أهل بيتك، و عرّف بيننا و بينك في جنّته. فقال عليه السّلام: آمين آمين. فاستقدم حنظلة و قاتل حتّى قتل رحمة اللّه عليه [3] .
[1] تاريخ الطبري 5: 442-443 عن أبي مخنف، و خلا منه الإرشاد.