ثمّ انتضى شمر سيفه ليقتله، فقال له نافع: أما و اللّه لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى اللّه بدمائنا!فالحمد للّه الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه! ثمّ قتله شمر [1] ، فرحمة اللّه على نافع الجملي.
الأخوان الغفاريان:
و كان مع الحسين عليه السّلام أخوان غفاريان هما: عبد اللّه و عبد الرحمان ابنا عزرة، فتقدّما إلى الإمام و قالا له: يا أبا عبد اللّه!حازنا العدوّ إليك فأحببنا أن نقتل بين يديك، نمنع و ندفع عنك، فعليك السلام. فأجابهما الإمام عليه السّلام: مرحبا بكما.
فجعلا يقاتلان و أحدهما يقول:
قد علمت حقّا بنو غفار # و خندف بعد بني نزار
لنضربنّ معشر الفجّار # بكلّ عضب صارم بتّار
يا قوم ذودوا عن بني الأحرار # بالمشرفي و القنا الخطّار [2]
فقاتلا بين يديه قتالا شديدا حتّى قتلا رحمة اللّه عليهما.
الأخوان الجابريّان:
ثمّ تقدّم الأخوان الجابريان: سيف بن الحارث و مالك بن عبد و هما أخوان من أمّهما، تقدما إلى الحسين عليه السّلام و هما يبكيان!فسألهما قال: أي ابني أخي ما يبكيكما؟فو اللّه أنا لأرجو أن تكونا قريري عين عن ساعة. فقالا له: جعلنا اللّه فداك!لا و اللّه ما على أنفسنا نبكي، و لكنّا نبكي عليك!نراك قد احيط بك و لا نقدر
[1] تاريخ الطبري 5: 441-442 عن أبي مخنف، و خلا منه الإرشاد.
[2] تاريخ الطبري 5: 442 عن أبي مخنف، و خلا منه الإرشاد.