الجند و العسكر!فقال ابن سعد: لا و لا كرامة لك!أنا أتولّى ذلك!و لكنّه جعله المباشر دونه فقال له: كن أنت على الرجّالة، فكان هو و هم مباشري القتال.
ثمّ خرج شمر مع كزمان مولى ابن حزام إلى أصحاب الحسين عليه السّلام حتّى وقف إليهم و نادى: أين بنو أختنا؟!و كأنّهم عرفوه من كلاب فخرج إليه العباس و جعفر و عثمان بنو علي من امّ البنين الكلابيّة فقالوا له: ما لك و ما تريد؟قال: أنتم يا بني اختي آمنون!و تقدّم إليهم كزمان بكتاب ابن زياد و قال لهم: هذا أمان بعث به خالكم!
قال الفتية لشمر: لعنك اللّه و لعن أمانك لئن كنت خالنا!أتؤمننا و ابن رسول اللّه لا أمان له!و قالوا لكزمان: أقرئ خالنا السلام و قل له: لا حاجة لنا في أمانكم، فأمان اللّه خير من أمان ابن سميّة [1] فانصرفا عنهم آئبين خائبين.
منع الإمام و أصحابه عن الماء:
مرّ الخبر عن كتاب ابن زياد للحرّ الرياحي أن: ينزل الإمام بالعراء على غير ماء!فأخذ الحرّ القوم بالنزول على غير ماء و لا عند قرية، إلاّ أنّه لم يمنعهم عن الماء، حتّى حضر شمر، فيظهر أنّه أخبر بذلك ابن زياد يتزلّف به إليه دون ابن سعد. و كان بنو امية يتّهمون عليّا عليه السّلام و معه بني هاشم بخذلان عثمان حتّى قتل عطشانا!و لذلك سبق معاوية في صفّين إلى مورد الفرات فمنعه عن علي عليه السّلام، و عاد اليوم ابن زياد الدعيّ لهم فكتب إلى ابن سعد: أمّا بعد، فحل بين الحسين و أصحابه و بين الماء!فلا يذوقوا منه قطرة!كما صنع بالتقيّ الزكيّ المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفّان!
[1] تاريخ الطبري 5: 415 عن أبي مخنف، و الإرشاد 2: 89.