فأخبروه الخبر. فقال رسول اللّه: كيف أصنع بالقتلى؟فسكتوا، فكرّرها. فقال أبو زيد بن عمرو: يا رسول اللّه أطلق لنا من حيا، و من قتل فهو تحت قدمي هذه. فقال رسول اللّه: صدق أبو زيد. ثم التفت إلى علي و قال له: اركب معهم يا علي. فقال له علي: إنّ زيدا لن يطيعني يا رسول اللّه!فقال: فخذ سيفي هذا، و أعطاه سيفه. فقال علي: ليس لي-يا رسول اللّه-راحلة اركبها [1] .
فقال بعض القوم: هذا بعير. فركبوا و خرجوا. و كان زيد بن حارثة قد بعث رافع بن مكيث بشيرا بين يديه إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله، على ناقة من الغنيمة، فأمره علي عليه السّلام بالنزول عنها و ردّها عليهم، فقال: يا علي ما شأني؟فقال عليه السّلام: مالهم عرفوه فأخذوه. و أردفه علي عليه السّلام خلفه، ثم ساروا حتى التقوا بالجيش في فيفاء الفحلتين.
فلقي علي عليه السّلام زيد بن حارثة فقال له: إنّ رسول اللّه يأمرك أن تردّ على هؤلاء القوم ما كان بيدك من أسير أو سبي أو مال. فقال زيد: علامة من رسول اللّه!فقال علي: هذا سيفه!فعرف زيد السيف، فنزل و صاح بالناس أن يجتمعوا، فاجتمعوا، فقال لهم: من كان بيده شيء من سبي أو مال فليردّه، فهذا رسول رسول اللّه [2] . فجعل بنو الضّبيب يأخذون ما في أيدي أصحاب زيد بن حارثة، حتى أنّهم كانوا ينزعون لبيد بعض النساء من تحت بعض رحال الجيش [3] .
و عليه، فخبر كتابه صلّى اللّه عليه و آله مع دحية الكلبي إلى قيصر الروم بالشام تضمّن خبر