لكل رجل سبعة أبعرة و سبعون شاة، و وطئوا النساء بعد الاستبراء [1] .
قال ابن اسحاق: و كان بنو الضّبيب بوادي مدان من ناحية الحرّة مما يسيل مشرّقا.. وصل الجيش إلى فيفاء مدان، و سمع بذلك بنو الضّبيب، فركب نفر منهم..
و انطلقوا حتى إذا دنوا من الجيش و كان منهم حسّان بن ملّة الضّبيبي قد صحب دحية بن خليفة الكلبي قبل ذلك فعلّمه أمّ الكتاب.. فلما برزوا على الجيش اقبلوا يبتدرون إليهم، فقال لهم حسّان: إنا قوم مسلمون، فساقهم رجل إلى زيد بن حارثة، فقال له حسان: إنّا قوم مسلمون، فقال له زيد: فاقرؤوا أمّ الكتاب، فقرأها حسان. فقال زيد بن حارثة: نادوا في الجيش: أنّ اللّه قد حرّم علينا ثغرة القوم التي جاءوا منها إلاّ من خرّ (أي غدر) فنهى الجيش أن يهبطوا إلى واديهم الذي جاءوا منه. فرجعوا إلى أهلهم مساء.
و في عتمة الليل شربوا من ألبان ابلهم ثم ركبوا إلى رفاعة بن زيد على بئر بكراع ربّه في ظهر حرّة ليلى، فوصلوا إليه صباحا، فقال له حسّان بن ملّة: إنّك لجالس تحلب المعزى و قد غررت جذام بكتابك الذي جئتهم به، و ها هي نساء جذام اسارى!و أخبروه خبرهم.
فقام رفاعة بن زيد إلى جمله يشد عليه رحله، ثم ساروا إلى المدينة في ثلاث ليال، و انتهوا إلى المسجد، فلما دخلوا على رسول اللّه و رآهم أشار إليهم أن يأتوه من وراء الناس، فلما وصلوا إليه دفع رفاعة بن زيد إلى رسول اللّه كتابا، فدفعه النبيّ إلى شاب لديه و قال له: اقرأه يا غلام و أعلن. فلما قرأ الكتاب استخبره،
[1] مغازي الواقدي 2: 560 هذا، و قد مرّ أن عددهم خمسمائة رجل، فالقياس أن لا يصل لكل رجل إلاّ بعيران و خمس شياه لا أكثر، و الأغرب أن في الخبر: و يصير له من السبي المرأة و المرأتان!!و قد ذكر أن مجموع النساء و الصبيان مائة!فكيف التوفيق؟!