قال الواقدي: فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدئ برسول اللّه فصدّع و حمّ. فلما أصبح يوم الخميس لليلة بقيت من صفر عقد رسول اللّه بيده لواء لاسامة و قال له: اغز بسم اللّه في سبيل اللّه فقاتلوا من كفر باللّه، اغزوا و لا تغدروا، و لا تقتلوا وليدا و لا امرأة... فإن لقوكم قد أجلبوا و صيّحوا فعليكم بالصمت و السكينة وَ لاََ تَنََازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ[1] و قولوا: اللهم نحن عبادك و هم عبادك، نواصينا و نواصيهم بيدك، و إنمّا تغلبهم أنت. و اعلموا أنّ الجنة تحت البارقة، ثم قال لاسامة: امض على اسم اللّه فعسكر بالجرف.
فأخذ اسامة اللواء و دفعه الى بريدة بن الحصيب الأسلمي، فخرج به الى بيت اسامة.
و أخبر الواقدي: أن الجرف في عهده، كان يعرف بسقاية سليمان، و جعل الناس (كذا) يجدّون بالخروج، فمن فرغ من حاجته خرج و بقي من لم يقض حاجته ليفرغ فيخرج. ثم نصّ على المهاجرين الأولين فقال: و لم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلاّ انتدب (؟) في تلك الغزوة. فذكر منهم أربعة: عمر بن الخطاب، و أبا عبيدة بن الجراح، و سعد بن أبي وقاص، و سعيد بن زيد العدوي. ثم زاد رجلين من الأنصار: سلمة بن أسلم، و قتادة بن النعمان.
ثم ذكر اعتراضهم على ذلك فقال: قال رجال من المهاجرين أشدّهم في ذلك عياش بن أبي ربيعة المخزومي: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأوّلين؟! و كثرت القالة في ذلك!و جاء عمر بن الخطاب الى رسول اللّه فأخبره بذلك...