قال الواقدي: كان رسول اللّه إذا خرج الى الحج (كذا) سلك على (مسجد) الشجرة، و إذا رجع من مكة دخل المدينة من المعرّس [1] و لما نزل المعرّس و أناخ بالأبطح ليلا نهى أصحابه أن يطرقوا نساءهم ليلا، فطرق منهم رجلان فوجدا ما كرهاه، و أما هو فكان فيه عامّة الليل. و قال لنسائه: هذه الحجة، ثم ظهور الحصر [2] .
و لم يؤرّخ ليوم عودته الى مدينته، إلاّ أنّ ابن اسحاق قال: فأقام بالمدينة بقية ذي الحجة [3] و قد مرّ أن خروجه من المدينة للحج كان لأربع بقين من ذي القعدة، و دخوله الى مكة كان لأربع من ذي الحجّة، فتكون مدة سفرته للحج ثمانية أيام، فكذلك العودة، و يظهر مما مرّ أن خروجه من مكة كان في الرابع عشر من ذي الحجة، و لأربعة أيام أي في الثامن عشر من ذي الحجة كان في موضع غدير خم قرب الجحفة على بعد (185 كم) من مكة، و يكون قد قطع سائر المسافة في أربعة أو خمسة أيام، فيكون وصوله المدينة للاسبوع الأخير من ذي الحجة، و إن أقام بخم -كما مرّ في خبر-ثلاثة أيام، فيكون وصوله للخامس و العشرين من ذي الحجة. غ
الإسلام و بنو حنيفة:
مرّ في أخبار كتب النبيّ الاولى كتابه الى أميري بني حنيفة في اليمامة:
[1] و عرّف الحموي المعرّس بذي الحليفة و هو موضع مسجد الشجرة، فيكون الموضعان واحدا، فالخبر فيه إبهام.
[2] مغازي الواقدي 2: 1115 و تمام الخبر: فاطاعته ابنة عمته زينب بنت جحش و سودة بنت زمعة، و أما سائر نسائه فكنّ يحججن (خلافا لنهيه) .