تنفيذا و تصويبا لحكمه صلّى اللّه عليه و آله، و ظاهر الخبر أن كل ذلك كان بمكة في حجة الوداع.
و الآيات التاليات بما فيها من قصة مائدة المسيح كلها مرتبطة بغرض السورة الذي افتتحت به و هو الدعوة الى الوفاء بالعهد، و الشكر للنعمة، و التحذير عن نقض العهود و كفران النعم الإلهية [1] .
و الآيات بعدها أيضا تنطبق على الغرض النازل لأجله السورة و هو بيان الحق للّه على عباده أن يفوا بالعهد الذي عقدوه، و أن لا ينقضوا الميثاق، فليس لهم أن يسترسلوا كيفما أرادوا فليس لهم هذا الحق من ربّهم أن يرتعوا حيث شاءوا [2] .
و حسن ختام كلامه سبحانه الآية (120) من السورة: لِلََّهِ مُلْكُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مََا فِيهِنَّ وَ هُوَ عَلىََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فهذا آخر عهدنا بنزول وحي القرآن الكريم.
قالمدينة كما عنه في الميزان 6: 213 و هو مع ذلك لم يسلم من اضطراب المتن أيضا.
و قال الطوسي في التبيان 4: 42 ذكر أبو جعفر عليه السلام: أنّ سبب نزول هذه الآية (كذا) ما قال أسامة بن زيد عن أبيه قال: كان تميم الداري و أخوه عدي نصرانيين و كان متجرهما الى مكة، فلما هاجر رسول اللّه الى المدينة قدم ابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص المدينة و هو يريد الشام فخرج معهما... فهل كان ذلك بعيد الهجرة؟!بمال مولاه عمرو بن العاص العاصي يومئذ على الإسلام؟!بل في الخبر: رجعا بالمال الى الورثة. فمن هم ورثة المولى؟!ثم يقول 4: 47: فحلف عبد اللّه بن عمرو (بن العاص) و المطّلب بن أبي وداعة السهمي... فكيف هذا؟!و متى كان؟و نقله الطبرسي في مجمع البيان 3: 395، بتحرير و تحوير و منه: أن ثلاثتهم خرجوا من المدينة... بلا ذكر مكة. و لكنّه لم يتخلّص من ذكر ورثة المولى لعمرو بن العاص. ثم ذكره أحد الشاهدين 3: 400، و لهذا الأمر العجاب من الاضطراب رجّحنا ما ذكرته عن الواحدي.