قال القمي في تفسيره: اجتمع أربعة عشر نفرا من أصحابه صلّى اللّه عليه و آله و تآمروا على قتله، و قعدوا له في عقبة هر شى بين الجحفة و الأبواء [2] سبعة عن يمينها و سبعة عن يسارها لينفّروا بناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
فلما جنّ الليل تقدّم رسول اللّه العسكر في تلك الليلة، فأقبل ينعس على ناقته فلما دنا من العقبة ناداه جبرئيل: إن فلانا و فلانا قد قعدوا لك!فلما دنا رسول اللّه منهم ناداهم بأسمائهم، فلما سمعوا نداء رسول اللّه فرّوا و دخلوا في غمار الناس.
فلما نزل رسول اللّه من العقبة، جاءوا الى رسول اللّه فحلفوا أنّهم لم يهمّوا بشيء من رسول اللّه. فأنزل اللّه (كذا) : يَحْلِفُونَ بِاللََّهِ مََا قََالُوا وَ لَقَدْ قََالُوا كَلِمَةَ اَلْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاََمِهِمْ وَ هَمُّوا بِمََا لَمْ يَنََالُوا...[3] .
و روى السيّد ابن طاوس في «اليقين» بأسناده عن حذيفة بن اليمان: أن جمعا من الطلقاء من قريش و المنافقين من الأنصار أقبل بعضهم على بعض... و دار
[1] تفسير العياشي 2: 98 و 99، 100، و الآية من سورة التوبة: 74، النازلة بعد حرب تبوك في أواخر السنة التاسعة و قبل حجة الوداع، فهبوط جبرئيل بالآية إنما هو للتذكير بالآية لا إنزالها لأول مرة، و لعلّ الصحيح أو الأصح ما مرّ في الخبر السابق.
[2] انظر الخريطة (40) في أطلس تاريخ الإسلام، بالفارسية، و في القاموس: هر شى مثل سكرى.
[3] تفسير القمي 1: 175 و مثله في الاقبال 2: 249 عن كتاب النشر و الطي و لعلّ الانزال بمعنى إنزال جبرئيل للتذكير بالآية السابقة نزولا قبل الحج، و لعلّ الأصحّ بل الصحيح ما مرّ عن تفسير العياشي: فقال النبي... أي تلا الآية في المناسبة.