أيها الناس!إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، و لكنه قد رضى بأن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحتقرون من أعمالكم.
أيها الناس: إِنَّمَا اَلنَّسِيءُ زِيََادَةٌ فِي اَلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عََاماً وَ يُحَرِّمُونَهُ عََاماً لِيُوََاطِؤُا عِدَّةَ مََا حَرَّمَ اَللََّهُ...[1] و إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات و الأرض و إِنَّ عِدَّةَ اَلشُّهُورِ عِنْدَ اَللََّهِ اِثْنََا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتََابِ اَللََّهِ يَوْمَ خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ مِنْهََا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ...[2] : ثلاثة متوالية و واحد فرد: ذو القعدة و ذو الحجة و محرم، و رجب بين جمادى و شعبان. ألا هل بلغت؟اللهم اشهد.
أيها الناس: إنّ لنسائكم عليكم حقّا و لكم عليهن حقا، حقكم عليهن: أن لا يوطئن أحدا فرشكم، و لا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم، و أن لا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإنّ اللّه قد أذن لكم أن تعضلوهنّ و تهجروهن في المضاجع و تضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين و أطعنكم فعليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف، أخذتموهن بأمانة اللّه و استحللتم فروجهنّ بكتاب اللّه، فاتقوا اللّه في النساء و استوصوا بهنّ خيرا.
أيها الناس: إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[3] و لا يحل لمؤمن مال أخيه إلاّ عن طيب نفس منه-ألا هل بلغت؟اللهم اشهد-فلا ترجعنّ كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي [4] . ألا هل بلغت؟اللهم اشهد.