الأسود ذو الشعر الكثير، كبده كبد حمار و ينظر بعين شيطان، الأحمر العينين كأنهما قدران من صفر و ينطق بلسان شيطان [1] .
و كانوا يجتمعون مع بني عمومتهم بني عمرو بن عوف في مسجدهم فيلتفت بعضهم الى بعض و يتناجون فيما بينهم فيلحظهم المسلمون بأبصارهم، فشقّ ذلك عليهم و أرادوا مسجدا يكونون فيه لا يغشاهم فيه إلاّ من يريدون ممّن هو على مثل رأيهم [2] .
فبنوا المسجد من دار وديعة بن ثابت جار أبي عامر الراهب الفاسق، و أعانهم أبو لبابة بن عبد المنذر بخشب من دون أن يكون منهم [3] .
ثم جاء خمسة نفر منهم: أبو حبيبة بن الأزعر، و ثعلبة بن حاطب، و خذام بن خالد، و عبد اللّه بن نبتل، و معتّب بن قشير و رسول اللّه يتجهز الى تبوك، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا قد بنينا مسجدا لذي العلة و الحاجة، و الليلة المطيرة و الليلة الشاتية، و نحن نحبّ أن تأتينا فتصلّي فيه. فقال رسول اللّه: انّي على جناح سفر و حال شغل، و لو قدمنا إن شاء اللّه أتيناكم فصلّينا بكم فيه
3 4
.
و يظهر من خبر عاصم بن عدي انّهم راجعوا رسول اللّه في ذلك و هم
[1] تفسير القمي 1: 300 و فيه: عبد اللّه بن نفيل مصحفا.
[2] مغازي الواقدي 2: 1047-1049 و قال: كان أبو عامر الراهب الفاسق يقول لهم: لا أستطيع آتي مسجد بني عمرو بن عوف فان فيه أصحاب رسول اللّه يلحظوننا بأبصارهم، و نبني مسجدا يأتينا أبو عامر فيتحدّث عندنا فيه 3: 1046 هذا و قد قالوا: انّه لحق بمكة حتى فتحت فهرب الى الطائف فكان بها حتى أسلموا، كما في التبيان 5: 298 و عنه في مجمع البيان 5: 110.