كان يسكن في قباء أبناء عوف: بنو عمرو بن عوف، و سالم بن عوف، و غنم بن عوف. و بادر بنو عمرو بن عوف لاستقبال الاسلام و المسلمين المهاجرين و أنزلوهم منازلهم و تبرّعوا بقطعة من أرضهم لبناء المسجد، فعرف بمسجد بني عمرو بن عوف، و هو مسجد قباء.
و أسلم أبناء عمومتهم: بنو سالم [1] و بنو غنم على غير ايمان و اخلاص بل بشيء من شوب ريب النفاق، فحسدوا بني عمّهم عمرو بن عوف على مسجدهم:
و أشار الطوسي في «التبيان» [3] نقلا عن ابن اسحاق [4] و الواقدي: أنهم كانوا خمسة عشر رجلا: أبو حبيبة ابن الأزعر، و بجاد بن عثمان، و ثعلبة بن حاطب و خذام بن خالد، و عبّاد بن حنيف من بني عمرو بن عوف، أخو عثمان و سهل ابني حنيف، و معتّب بن قشير، و وديعة بن ثابت، و جارية بن عامر-و كان يعرف بحمار الدار-و أبناؤه: زيد و يزيد و مجمّع-و هذا أصبح امامهم فيما بعد- [5] و عبد اللّه بن نبتل. و كان هذا يأتي رسول اللّه فيسمع حديثه فيأتي به أصحابه المنافقين، فقال جبرئيل عليه السّلام: يا محمّد، إنّ رجلا من المنافقين يأتيك فيسمع حديثك ثم يذهب به الى المنافقين!فقال رسول اللّه: أيّهم هو؟فقال: الرجل