و هذه الأخبار كما رأينا ليس فيها ما كان في خبر القمي: بعد غزوة تبوك، بل فيها أن ذلك كان بعد نزول آيتي القذف، و ظاهرها الاتصال أو قريب منه. و كما مرّ فلعلّه كان من حكم اللّه ما جرى لهذين الزوجين ليكون عبرة للآخرين في تلك الفترة. غ
آيات الإفك:
ثم تبدأ آيات الإفك من أوّل الآية الحادية عشرة إلى آخر الآية السادسة و العشرين، و قال الطباطبائي: روت الشيعة أن المقذوفة في قصة الإفك هي مارية القبطية أمّ ابراهيم التي أهداها المقوقس ملك الاسكندرية إلى النبيّ [1] .
و من قبل قال القمي في تفسيره: و روت الخاصة: أنّها نزلت في مارية القبطية و ما رميت به [2] .
و لعلّ هذه الآيات هي بشارة جبرئيل عليه السّلام له صلّى اللّه عليه و آله بأنّ اللّه قد برّأ مارية، و أن الذي في بطنها هو غلام منه و أشبه الخلق به.
فيما رواه المتقي الهندي في «كنز العمال» عن معجم الطبراني أنّه قال لعمر بن الخطّاب: أ لا اخبرك يا عمر؟!إنّ جبرئيل أتاني فأخبرني: أنّ اللّه-عزّ و جلّ- قد برّأ مارية و قريبها، مما وقع في نفسي، و بشّرني: أنّ في بطنها غلاما منّي، و أنّه أشبه الخلق بي!و أمرني أن اسمّيه ابراهيم [3] .