النفاق و الضغينة-بسفرته التي طالت ثلاثة أشهر، و هي فترة كافية لأيّ إرجاف و إشاعة مغرضة. فهو صلّى اللّه عليه و آله إذ عاد من سفرته تلك إلى مدينته، عاد إليها و هي كأنّها تغلي كالمرجل بهذه الإشاعة القبيحة!و لا نعرف وصف حاله صلّى اللّه عليه و آله لما بلغت إلى مسامعه؟!و لا نعلم مدى وقعها في نفسه الشريفة؟!غ
حديث الإفك:
مرّ علينا آنفا الخبر عن ابن سعد بسنده عن أنس بن مالك: أن الناس قالوا في القبطي الذي كان يأوي إلى أمّ ابراهيم في مشربتها يأتيها بالماء و الحطب: علج يدخل على علجة [1] .
و كذلك خبر الحاكم في مستدركه عن عائشة قالت: كان معها ابن عمّها فقال أهل (الإفك) و الزور: من حاجته (محمد) إلى الولد ادّعى ولد غيره! [2] .
و لا ريب أن هذا (الإفك) و الزور من رمي المحصنة المؤمنة مارية القبطيّة من مصاديق قوله سبحانه في الآية الرابعة من سورة النور النازلة في هذه الفترة:
وَ اَلَّذِينَ يَرْمُونَ اَلْمُحْصَنََاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدََاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمََانِينَ جَلْدَةً.. إلاّ أننا لا نرى أيّ خبر عن شأن نزولها و تطبيقها بشأن مارية. غ
حكم اللعان:
و لعلّ من حكم اللّه في تلك الفترة ما جاء في الآيات التاليات من السادسة إلى العاشرة من السورة في حكم من يرمي زوجته و لا شاهد له، و في سبب نزولها: