و في كيفية هزيمتهم و مقاومتهم قال ابن اسحاق: لما انهزمت هوازن اشتد القتل من ثقيف في بني مالك، و كانت رايتهم مع عوف بن الربيع ذي الخمار فقتل، فأخذها عثمان بن عبد اللّه فقاتل بها حتى قتل، و قتل منهم معه و تحت رايته سبعون رجلا.
و أما راية الأحلاف منهم فقد كانت مع قارب بن الأسود، و هو لما رأى هزيمة قومه أسند رايته إلى شجرة و هرب معه بنو عمه و قومه من الأحلاف، فلم يقتل منهم سوى رجلين [1] . غ
قتل الصغار و الاسارى:
و روى الواقدي: أنّ الخزرج رجعوا بزعيمهم سعد بن عبادة و هو يصيح بهم: يا للخزرج يا للخزرج!و ثاب الأوس بزعيمهم اسيد بن حضير و هو يصيح بهم: يا للأوس يا للأوس!و حنقوا على هوازن فقتلوا منهم حتى الصغار، فبلغ ذلك رسول اللّه فنادى بالأوس: ما بال أقوام ذهب بهم القتل حتى بلغ الذرّية؟!ألا لا تقتل الذرّية!ثلاثا. فقال اسيد بن حضير: انما هم أولاد المشركين!فقال صلّى اللّه عليه و آله:
أ و ليس خياركم أولاد المشركين؟!كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها، فأبواها يهوّدانها أو ينصّرانها [2] .
قال المفيد: و ما زال المسلمون يقتلون المشركين و يأسرون منهم حتى ارتفع النهار، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالكفّ عنهم و نادى: أن لا يقتل أسير من القوم. و مرّ عمر بن الخطّاب بأسير من هذيل يدعى ابن الأكوع كان عينا لهم على المسلمين في
[1] ابن اسحاق في السيرة 4: 92 و مغازي الواقدي 2: 907 إلاّ أنه قال: قتل منهم قريب من مائة رجل. و قال المسعودي في التنبيه و الاشراف: قتل منهم مائة و خمسون رجلا: 235.
[2] مغازي الواقدي 2: 905 و يلاحظ فيه: حتى يعرب عنها لسانها، و ليس فيه: و يمجّسانه أو يمجّسانها، فهي اضافة زائدة. و المشهور: كل مولود، و ليس فيه: حتى يعرب..