و نقّضوا ميثاقك المؤكّدا # و جعّلوا لي في كداء رصّدا [1]
هم بيّتونا بالوتير هجّدا [2] # نتلوا القرآن ركّعا و سجّدا [3]
و زعموا أن لست أدعو أحدا # و هم أذلّ و أقلّ عددا
فلما فرغ، قال الركب لرسول اللّه: إنّ أنس بن زنيم الدّيلي (النفاثي البكري من كنانة) قد هجاك. فأهدر رسول اللّه دمه [4] .
و قال لعمرو بن سالم: نصرت يا عمرو بن سالم [5] . ثم قال: لكأنكم بأبي سفيان قد جاء يقول: جدّد العهد، و زد في الهدنة!و هو راجع بسخطه
5 6
.
ثم عرضت سحابة في السماء، فنظر إليها رسول اللّه و تفأّل بها فقال: إن هذه السحابة لتستهلّ بنصر بني كعب (من خزاعة) [7] . ثم قام و هو يجرّ طرف ردائه و يقول: لا نصرت إن لم أنصر بني كعب!ثم قال لعمرو بن سالم و أصحابه: ارجعوا و تفرّقوا في الأودية [8] (لئلا يعلم خبرهم) . ثم دخل دار ميمونة بنت الحارث الهلالية (التي تزوّجها في عمرة القضاء) و قال: اسكبوا لي ماء. فجعل يغتسل و يقول: لا نصرت إن لم أنصر بني كعب! [9] .
[1] كداء: جبل بمكة قرب المعلاة و الحجون. رصّد: جمع الراصد.