responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 58  صفحه : 76

فسار وما يعادله مليك

وعاد ما يعادله سقيم

يحاول أن يحاربك اختلاسا

كما رام اختلاس الليث ريم

ألم تر أن كلب [الروم][١] لما

تبين أنه الملك الرحيم

فجاء يطبّق الفلوات خيلا

كأنّ الجحفل الليل البهيم

وقد نزل الزمان على رضاه

فكان [٢] لخطبه الخطب الجسيم

فحين رميته بك في خميس

تيقّن أنّ ذلك لا يدوم

وأبصر في المفاضة منك جيشا

فأحرف لا يسير ولا يقيم

كأنك في العجاج شهاب نور

توقّد وهو شيطان رجيم

أراد بقاء مهجته فولّى

وليس سوى الحمام له حميم

يؤمل أن يجود بها عليه

وأنت بها وبالدنيا كريم

رأيتك والملوك لها ازدحام

ببابك لا تزول ولا تريم

تقبّل من ركابك كلّ وقت

مكانا ليس تبلغه النجوم

تودّ الشمس لو وصلت إليه

وأن من الغزالة ما تروم

أردت فليس في الدنيا منيع

وجدت فليس في الدنيا عديم

وما أحييت فينا العدل حتى

أميت بسيفك الزمن الظلوم

وصرت إلى الممالك في زمان

به وبملكك الدنيا عقيم

تزخرف للأمير جنان عدن

كما لعداه تستعر الجحيم

أقرّ الله عينك من مليك

تخامر غبّ همّته الهموم

ولا برحت لك الدنيا فداء

وملكك من حوادثها سليم

وإن تك في سبيل الله تشقى

فعند الله أجرك والنّعيم

وأنشدني أبو اليسر له أبياتا قالها في الملك العادل أبي القاسم محمود بن زنكي :

يا صاح هل لك في احتمال تحيّة

تهدى إلى الملك الأغرّ جبينه

قف حيث تختلس النفوس مهابة

ويفيض من ماء الوجوه معينه

فهنالك الأسد الذي امتنعت به

وبسيفه دنيا الإله ودينه


[١] زيادة عن م ، و «ز» ، ود ، والكامل في التاريخ.

[٢] في الكامل في التاريخ : ودان لخطبه.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 58  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست