responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 58  صفحه : 75

جعل تحت كلّ مكمن كمينا ، ونحن الآن على هذا الجبل في حصن ، وبيننا وبينه العاصي.

وألقى الله في قلب ملك الروم منه الرعب حتى رحل عنها بعد إحدى وعشرين يوما [١] ، وطلب درب أفامية [٢] ، وترك مجانيقه العظام [٣] ، وتبعه أتابك إلى بعض الطريق ، وعاد ظافرا قد حفظ الإسلام بالشام ، ورفع المجانيق إلى قلعة حلب المحروسة ، فوصف مسلم بن الخضر بن المسلم بن قسيم الحال فقال [٤] :

بعزمك أيها الملك العظيم

تذلّ لك الصعاب وتستقيم

رآك الدهر منه أشدّ بأسا

وشحّ بمثلك الزمن الكريم

إذا خطرت سيوفك في نفوس

فأول ما يفارقها الجسوم

ولو أضمرت للأنواء حربا

لما طلعت لهيبتك الغيوم

أيلتمس الفرنج لديك عفوا

وأنت بقطع دابرها زعيم

وكم جرّعتها غصص المنايا

بيوم فيه يكتهل الفطيم

فسيفك في مفارقهم خضيب

وذكرك في مواطنهم عظيم

وكلّ محصّن منهم أخيذ

وكلّ محضّن فيهم يتيم

ولمّا أن طلبتهم تمنّى الفتية

جوسلينهم اللئيم

أقام يطوف الآفاق حينا [٥]

وأنت على معاقلهم مقيم


[١] حدد رنسيمان أسباب انسحاب ملك الروم عن شيزر خلال إيراده تفاصيل حصارها كما يلي :

ـ تخاذل ريموند وجوسلين ـ الأميران اللاتينيان ـ وتكاسلهما في القتال إلى جانب البيزنطيين لارتيابهما في نوابا الامبراطور بعد السيطرة على شيزر.

ـ تخلي زنكي عن حصار حماه واستعداده للدفاع عن شيزر.

ـ إيفاد زنكي الرسل إلى السلطان في بغداد ، وتجهيزه العساكر ـ بعد تباطؤ.

ـ نجاح زنكي ـ من خلال عملائه ـ في بث الحقد بين الأمراء اللاتين والامبراطور.

ـ حصانة شيزر وبسالة المدافعين عنها ، وحنكة أميرها ودبلوماسيته من خلال الاتصالات التي أجراها مع الامبراطور لكي يرفع الحصار عن شيزر.

ـ ويذكر رنسيمان مسببا آخر في الحاشية ١ ص ٣٤٧ : وهو سوء الأحوال الجوية التي ساعدت في إنقاذ شيزر.

(الحروب الصلبية ٢ / ٣٤٤ ـ ٣٤٧).

[٢] أفامية : مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص (معجم البلدان).

[٣] وكان ملك الروم قد نصب عليها ثمانية عشر منجنيقا (الكامل في التاريخ : ٦ / ١٩).

[٤] بعض الأبيات في الكامل في التاريخ ١٦ / ١٩.

[٥] في المختصر : جبنا.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 58  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست