responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 48  صفحه : 224

ليصلّي أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي حتى يبلغ الموضع الذي يريد ، ثم يصنع مثل [١] ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه ، وأمّا إسماعيل بن إسحاق فإنّي ما دخلت عليه قطّ إلّا وفي يده كتاب ينظر فيه ، أو يقلّب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وغيره عن أبي بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن المظفّر بن السراج ، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى ، حدّثني يحيى بن البحتري ، قال : قال لي أبي :

كان أوّل ما مدحت به الفتح بن خاقان :

هب الدار ردّت رجع ما أنت قائله [٢]

فأنشدته إياها في سنة ثلاث وثلاثين بعد أن أقمت شهرا لا أصل إلى إنشاده ، وهو مع ذاك يجري عليّ ويصلني ، ثم جلس جلوسا عاما وحضرت وحدي ، فأنشدته فرأيته يتبسم عند كلّ بيت جيد ، فعلمت أنه يعلم الشعر ، وكان ذلك أعجب إليّ من جميع ما وصلني به ، وكان أول ما اهتز له حين بلغت قولي :

وقد قلت للمعلي إلى المجد طرفه

دع المجد فالفتح بن خاقان شاغله

أطلّ بنعماه فمن ذا يطاوله

وعمّ بجدواه فمن ذا يساجله

أمنت به الدّهر الذي كنت أتّقي

ونلت به القدر الذي كنت آمله

ولمّا حضرنا سدّة الإذن أخّرت

رجال عن الباب الذي أنا داخله

فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة

أقابل بدر الأفق حين أقابله

فسلّمت واعتاقت جناني هيبة

تنازعني القول الذي أنا قائله

فلمّا تأمّلت الطّلاقة وانثنى

إليّ ببشر آنستني مخايله

دنوت فقبّلت الثّرى [٣] من يد امرئ

جميل محيّاه سباط أنامله [٤]


[١] بالأصل : بعد ، والمثبت عن المختصر.

[٢] البيت للبحتري ، في ديوانه ط بيروت ١ / ٥٢ مطلع قصيدة يمدح الفتح بن خاقان ويصف دخوله إليه وسلامه عليه ، وعجزه :

وأبدى الجواب الربع عما تسائله

[٣] في الديوان : الندى.

[٤] سباط أنامله أي منبسط الكف ، يكنى به أنه كريم ومعطاء.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 48  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست