responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 48  صفحه : 225

صفت مثل ما يصفو المدام خلاله

ورقّت كما رقّ النسيم شمائله

قال : فلمّا فرغت سرّه ما سمع ، وأمر لي بخمسة آلاف درهم وقال : أمير المؤمنين يخرج إلى المصلّى لصلاة الفطر ويخطب ، فاعمل شعرا تنشده إيّاه إذا رجع ، فلما جاء الفطر وركب ورجع أوصلني إليه ، فدخلت فأنشدته :

أبرّ على الأنواء نائلك الغمر [١]

فلما بلغت قولي :

وحال عليك الحول بالفطر مقبلا

فباليمن [٢] والإقبال [٣] قابلك الفطر

لعمري لئن زرت [٤] المصلّى بجحفل

يرفرف في أثناء راياته النّصر

عليك ثياب المصطفى ووقاره

وأنت به أولى إذا حصحص الأمر

ولمّا صعدت المنبر اهتزّ واكتسى

ضياء وإشراقا كما سطع الفجر

بهرت قلوب السامعين بخطبة

هي الزّهر المبثوث واللؤلؤ النّثر

فما ترك المنصور نصرك عندها

ولا خانك السّجّاد فيها ولا الحبر

جزيت جزاء المحسنين عن الهدى

وتمّت لك النّعمى وطال لك العمر

فقال المتوكل للفتح : هذا شاعرك ، فجعل يصفني له ، ثم حاوره ، فعلمت أنه في صلتي إلى أن أمر لي بعشرة آلاف درهم ، فأخذتها من وقتي وخصصت بالفتح حتى كنت أشفع للناس إليه ، ثم صيّرني بعد في جلساء المتوكل.

قال المرزباني : أما القصيدة الأولى فأنشدنيها أبو عبد الله الحكيمي ، وعبد الله بن جعفر قالا : أنشدنا البحتري.

قال : وأنبأنا المرزباني ، أنشدني أبو بكر الصولي ، حدّثني الحسين بن علي ، حدّثني البحتري قال :

كنت أمدح المتوكل بمثل مدائحي في الفتح بن خاقان مقويا لفظي غير مرسل نفسي ،


[١] مطلع قصيدة للبحتري في ديوانه ط بيروت ٢ / ٥٤ و ٣٤١ قالها يمدح المتوكل على الله. وعجزه :

وبنت بفخر ما يشاكله فخر

[٢] بالأصل : فاليمن ، والمثبت عن الديوان.

[٣] في الديوان : والإيمان.

[٤] في الديوان ٢ / ٥٥ «لقد ذدت» وفيه ٢ / ٣٤٢ لقد زرت.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 48  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست