responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 48  صفحه : 123

حتى [١]إذا أخذ الزجاج أكفنا

نفخت فأدرك ريحها المزكوم

قال : ألست تزعم أنك تبصر الشعر؟ قلت : بلى ، قال : فكيف لم تشقق بطنك فضلا عن ثوبك عند هذا البيت ، قال : قلت : عند البيت الذي سرقت هذا منه ، قال : وما هو؟ قلت : بيت الأعشى :

من خمر عانة قد أتى لختامها

حول ، يفض غمامة المزكوم [٢]

قال : أنت تبصر الشعر ، فلما صرت إلى سليمان سهرت معه بهذا أول بدأتي.

قال القاضي : للأعشى في هذا المعنى بيت أبلغ من هذا البيت في كلمة له أخرى وهو [٣] :

من اللائي حملن على الروايا

كريح المسك يستلّ الزّكاما

واستلال الزكام أبلغ من فضّه لأن استلاله نزعه وإخراجه ، وفضّه نشره وتفريقه وكسره كفضّ الخاتم ، وفي فضّه مع هذا إزالته وتنحيته كما يزول الختام عند فضّه ويفارق ما كان حالا فيه ولازما له.

وفي قول الأخطل :

وأدرك ريحها المزكوم

من البلاغة أنه إنّما يفوته إدراك المشموم لحلول الزكام به ، وغلبته إياه ، فإذا أدرك ريح الخمر التي كان الزكام حائلا بينه وبينها عند نفحتها فإنّما ذلك لزوال الزكام المانع الحائل بينه وبين إدراكها ، وقد تدرك الرائحة بعد خفّة الزكام ، وزوال بعضه وإن لم يزل بكليته ، من هاهنا كان الفضّ والاستلال أبلغ وأبين في المعنى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو محمّد السكري ، أنبأنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنبأنا أبو خليفة الجمحي ، حدّثنا محمّد بن سلّام ، قال [٤] : وقيل للأخطل عند الموت : أتوصي أبا مالك؟ فقال :

أوصي الفرزدق عند الممات

بأمّ جرير وأعيارها

وزار القبور أبو مالك

برغم العداة وأوتارها


[١] رويته في الديوان :

وإذا تعاورت الأكف زجاجها

نفحت فنال رياحها المزكوم

[٢] البيت في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١١٢ والأغاني ٩ / ١٢٤ وليس في ديوان الأعشى ط. بيروت.

[٣] البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص ١٩١ والجليس الصالح الكافي ٣ / ١١٢ والموشح ص ٢٢٣ والأغاني ٩ / ١٢٣.

[٤] الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص ١٥٥ والأغاني ٨ / ٣٠٥.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 48  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست