نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 46 صفحه : 42
سعد [١] ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني يحيى بن عبد الله بن أبي فروة ، عن أبيه قال :
لما سار عبد الملك من دمشق يؤم العراق إلى مصعب لقتاله فكان دون بطنان حبيب [٢] بليلة ، جلس خالد بن يزيد ، وعمرو بن سعيد فتذاكروا أمر عبد الملك ومسيرهما معه على خديعة منه لهما ، ومواعيد باطلة ، قال عمرو : فإنّي راجع ، فشجّعه خالد على ذلك ، فرجع عمرو إلى دمشق ، فدخلها والسور يومئذ عليها وثيق ، فدعا أهل الشام ، فأسرعوا إليه ، وفقده عبد الملك وقال : أين أبو أمية؟ فقيل له : رجع. فرجع عبد الملك بالناس إلى دمشق ، فنزل على مدينة دمشق ، فأقام عليها ست عشرة ليلة حين فتحها عمرو له ، وبايعه ، فصفح عنه عبد الملك ، ثم أجمع على قتله ، فأرسل إليه يوما يدعوه ، فوقع في نفسه أنها رسالة شرّ ، فركب إليه فيمن معه ولبس درعا مكفّرا بها ، ودخل على عبد الملك ، فتحدث ساعة ، وقد كان عهد إلى يحيى بن الحكم إذا خرج إلى الصلاة أن يضرب عنقه ، ثمّ أقبل عليه ، فقال أبا أمية : ما هذه الغوائل والزّبى التي تحفر لنا؟ ثم ذكّره ما كان منه ، وخرج إلى الصلاة ، ورجع ولم يقدم عليه يحيى ، فشتمه عبد الملك ، ثم أقدم هو ومن معه على عمرو بن سعيد فقتله.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال [٣] :
وفيها يعني سنة سبعين : خلع عمرو بن سعيد بن العاص عبد الملك بن مروان ، وأخرج عبد الرّحمن بن أم الحكم عن دمشق ، وكان خليفة عبد الملك عليها ، فسار إليه عبد الملك فاصطلحا على أن يكون عمرو الخليفة بعد الملك ، وعلى أن لعمرو [٤] مع كل عامل عاملا [٥] ، وفتح المدينة ، ودخل عليه عبد الملك ثم غدر به عبد الملك فقتله.
فحدّثني أبو اليقظان قال : قال له عبد الملك : أبا أمية ، لو أعلم أن تبقى ، وتصلح قرابتي ، لفديتك ولو بدم النواظر ولكنه قلّ ما اجتمع فحلان في إبل إلّا أخرج أحدهما صاحبه ، فأخذ السيف وهو يقول [٦] :
[١] الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٢٢٧ في ترجمة عبد الملك بن مروان.
[٢] بطنان حبيب بأرض الشام ، وقيل إنه بقنسرين ، نسب إلى حبيب بن مسلمة الفهري (راجع معجم البلدان).