نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 40 صفحه : 223
جالسا ثمّ قال : يا محمّد بن قيس ، امض [١] الساعة ـ قبل أن تعرف ما قدمت له ـ إلى الموضع.
قال محمّد بن قيس : فمررت بموضع الحي ، فوجدت إلى جانبه قبرا آخر ، فسألت عنه ، فقيل : المرأة التي أكبّت على هذا القبر لم تذق طعاما ولا شرابا ، ولم ترفع إلّا ميّتة بعد ثلاث ، فجئت ببني عمّه وعمّها فأتيت بهم أمير المدينة ، وألحقتهم [٢] جميعا في شرف العطاء.
أنبأ [٣] أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكّي ، وعبد الله بن أحمد بن عمرو ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قراءة عليه ، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمّي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني الكاتب ، أنا عبد الله بن مالك النحوي [٤] ، أنا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي [٥] عن أبيه ، عن لقيط بن بكير المحاربي.
أن عروة بن حزام بن ضبّة وعفراء ابنة مالك وهما من بطن من بني عذرة يقال لهم بنو هند ، وإنهما نشئا جميعا ، فعلقها علاقة الضبي ، وكان يتيما في حجر عمه حتى بلغ ، وكان عروة يسأله أن يزوجه إياها ، فكان يسوّفه إلى أن خرج في عير أهله إلى الشام ، وقدم على أبي عفراء ابن عمّ له من البلقاء ، وكان حاجا فخطبها فزوّجوه إيّاها ، فحملها ، وأقبل عروة في عيره تلك ، حتى إذا كان بتبوك نظر إلى رفقة مقبلة من نحو المدينة فيها امرأة على جمل أحمر ، فقال لأصحابه : والله لكأنها شمائل عفراء ، فقالوا له : ويحك ما تترك ذكر عفراء على حال من الحال ، فلما تبيّنها بقي مبهوتا لا يحير كلاما حتى بعد القوم فذلك قوله [٦] :