responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 40  صفحه : 221

ثم شهق شهقة خفيفة ، كانت نفسه فيها ، فقمت فنظرت في وجهه ، فإذا هو قد مات ، فقلت أيتها العجوز ، من هذا الشاب الراقد بفناء بيتك ، هذا ، فقد مات؟ فقالت : وأنا والله أرى ذلك ، فقامت فنظرت في وجهه ، وقالت : فاظ ورب محمّد ، قلت : أيتها العجوز ، من هذا الشاب؟ قالت : هذا عروة بن حزام الضّنّي وأنا أمه. قلت : فما بلغ به ما أرى؟ قالت : الحب ، والله ما سمعت له كلمة ولا أنّة منذ سنة حتى كان في صدر هذا اليوم فإني سمعته يقول [١] :

من كان من أمهاتي [٢] باكيا أبدا

فاليوم إني أراني اليوم مقبوضا

يسمعننيه [٣] فإني غير سامعه

إذا علوت رقاب القوم معروضا

قال : فما قمت عنده حتى غسّلته ، وكفنته ، وصليت عليه ، ودفنته.

قلت : يا صاحب رسول الله 6 ، ما دعاك إلى ذلك؟ قال : احتساب الأجر فيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد [بن] عبد الله بن البنّا ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمّامي ، أنبأ أحمد بن جعفر الختّلي ، نا أبو دلف الخزاعي ، ثنا الرياشي ، نا عمرو بن بكير ، نا الهيثم بن عدي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : حدّثني النعمان بن بشير ، قال :

استعملني عمر بن الخطاب ـ أو قال : عثمان ، شك الهيثم ـ على صدقات سعد هذيم وعذرة ، وسلامان وضنّة والحارث وهم قضاعة فلما قبضت الصدقة وقسمتها من أهلها أقبلت بالسهمين الباقيين إلى عمر أو عثمان ، فلما كنت بعد ذلك في أيام يزيد ببلاد عذرة في حي منهم يقال لهم : بنو هند ، إذا أنا ببيت حريد منفرد عن الحيّ ، جاحش عن الحيّ ، فملت إليه ، فإذا عجوز جالسة عند كسر البيت ، وإذا شاب نائم في ظل البيت ، فلما دنوت وسلّمت ترنّم بصوت له ضعيف ثمّ قال :

بذلت لعرّاف اليمامة حكمه

وعرّاف حجر إن هما شفياني

فقالا : نعم ، نشفي من الداء كلّه

وقاما مع العوّاد يبتدران

نعم وبلى ، قالا : متى كنت هكذا؟

ليستخبراني قلت : منذ زمان


[١] البيتان في الأغاني ٢٤ / ١٦٣ والشعر والشعراء ص ٣٩٨ وذيل الأمالي ١٥٧.

[٢] الشعر والشعراء : أخواتي.

[٣] إعجامها مضطرب بالأصل ، وفي م : سمعته ، والمثبت عن المصدرين.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 40  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست