قال : ثم ذهبت ، فما برحت ممر الماء حتى سمعت الصيحة ، فقلت : ما هذا؟ قالوا : مات عروة بن حزام.
قال : ونا أبو العباس قال : ونا عبد الله بن شبيب ، حدثني حماد بن عمر ، نا الهيثم بن عدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن النعمان بن بشير قال [٤] :
بعثني عثمان بن عفان على صدقات سعد هذيم وهم بلي وعذرة وسلامان وضنة والحارث ووائل بن زيد ، فلما قبضت الصدقة وقسمتها بين أهلها ، أقبلت بالسهمين إلى عثمان ، فبينا أنا أسير في بلاد عذرة إذا أنا ببيت حريد [٥] ، جاحش [٦] عن الحي ، فملت إليه فإذا أنا بشاب عاقل بفناء البيت ، وإذا أنا بعجوز من ورائه في كسر البيت [٧] ، فسلّمت ، فردّ عليّ بصوت ضعيف :
كأن قطاة علقت بجناحها
على كبدي من شدة الخفقان
جعلت لعراف اليمامة وحكمه
وعراف نجد إن هما شفياني
فما تركا من رقبة يعلمانها
ولا سلوة إلّا وقد سقياني
فقالا : شفاك الله والله ما لنا
بما ضمّنت منك الضلوع يدان
[١] صدره في الأغاني ٢٤ / ١٥٧ ورشّا على وجهي من الماء ساعة.