نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 34 صفحه : 346
ذلك المنزل ، يشكون [١] له عاملهم ، ويقولون أخذنا بشر [٢] كان بيننا وبين قومه في الجاهلية. فقال النبي 6 : «أوفعل؟» فقالوا : نعم ، فالتفت النبي 6 إلى أصحابه وأنا فيهم فقال : «لا خير في الإمارة لرجل مؤمن».
قال الصّدائي : فدخل قوله في نفسي ، ثم أتاه آخر فقال : يا نبي الله أعطني ، فقال النبي 6 : «من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن» فقال السائل : فاعطني من الصدقة ، فقال له رسول الله 6 : «إنّ الله عزوجل لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها فجزّأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك [٣] حقك».
قال الصدائي : فدخل ذلك في نفسي أنّي سألته من الصدقات وأنا غني ، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتشى [٤] من أول الليل فلزمته ، وكنت قويا ، وكانوا أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون ، حتى لم يبق معه أحد غيري ، فلما كان؟؟؟ أوان أذان الصّبح أمرني فأذنت ، فجعلت أقول : أقيم يا رسول الله؟ فجعل رسول الله 6 ينظر ناحية المشرق إلى الفجر فيقول : «لا» ، حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله 6 فتبرز ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال : «هل من ماء يا أخا صداء» فقلت : لا ، إلّا شيء قليل لا يكفيك فقال النبي 6 : «اجعله في إناء ، ثم ائتني به» ، ففعلت ، فوضع كفه في الماء.
قال الصدائي : فرأيت بين كل إصبعين من أصابعه عينا تفور ، قال لي رسول الله 6 : «لو لا أني أستحي من ربي عزوجل لسقينا واستقينا [٥] ، ناد في أصحابي من له حاجة في الماء» ، فناديت فيهم ، فأخذ من أراد منهم ، ثم قام رسول الله 6 فأراد بلال أن يقيم ، فقال له النبي 6 : «إنّ أخا صداء هو أذن ، ومن أذّن فهو يقيم» فقال الصّدائي : فأقمت الصلاة ، فلما قضى رسول الله 6 أتيته بالكتابين فقلت : يا نبي الله أعفني من هذين ، فقال نبي الله 6 : «ما بدا لك؟» فقلت : سمعتك يا نبي الله تقول : لا خير في الإمارة لرجل مؤمن» ، وأنا أؤمن بالله ورسوله ، وسمعتك تقول للسائل : «من سأل الناس عن ظهر غنا فهو صداع في الرأس وداء في البطن» ، وسألتك وأنا غني ، فقال نبي الله 6 : «هو ذاك ، فإن شئت فاقبل ، وإن شئت فدع» ، فقلت : أدع ، فقال لي رسول الله 6 : «فدلني على رجل أؤمره عليكم» فدللت [٦] على رجل