responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 162


القضاء ، وليس للعباد خيرة من أمرهم ، وقد وكد الناس بيعتهم في أعناقهم ، وأعطوا على ذلك عهودهم ومواثيقهم ، ثم سكت .
فتكلم عبد الله بن عمر ، فحمد الله وأثنى عليه . ثم قال : أما بعد يا معاوية ، لقد كانت قبلك خلفاء ، وكان لهم بنون ، ليس ابنك بخير من أبنائهم ، فلم يروا في أبنائهم ما رأيت في ابنك .
فلم يحابوا في هذا الأمر أحدا ، ولكن اختاروا لهذه الأمة حيث علموهم ، وإنك تحذرني أن أشق عصا المسلمين ، وأفرق ملأهم . وأسفك دماءهم ، ولم أكن لأفعل ذلك إن شاء الله ، ولكن إن استقام الناس فسأدخل في صالح ما تدخل فيه أمة محمد . فقال معاوية : يرحمك الله ليس عندك خلاف . ثم قال معاوية لعبد الرحمن بن أبي بكر نحو ما قاله لعبد الله بن عمر . فقال له عبد الرحمن : إنك والله لوددت أنا نكلك إلى الله فيما جسرت عليه من أمر يزيد ، والذي نفسي بيده لنجعلنها شورى ، أو لأعيدنها جذعة ، ثم قام ليخرج ، فتعلق معاوية بطرف ردائه . ثم قال : على رسلك ، اللهم اكفنيه بما شئت ، ثم قال له : لا تظهرن لأهل الشام ، فإني أخشى عليك منهم . ثم قال لابن الزبير ، نحو ما قاله لابن عمر . ثم قال له : أنت ثعلب رواغ ، كلما خرجت من جحر انجحرت في آخر ، أنت ألبت هذين الرجلين ، وأخرجتهما إلى ما خرجا إليه . فقال ابن الزبير . أتريد أن تبايع ليزيد ؟ أرأيت إن بايعناه أيكما نطيع ، أنطيعك أم نطيعه ؟ إن كنت مللت الخلافة فاخرج منها وبايع ليزيد ، فنحن نبايعه ، فكثر كلامه وكلام ابن الزبير ، حتى قال له معاوية في بعض كلامه : والله ما أراك إلا قاتلا نفسك ، ولكأني بك قد تخبطت في الحبالة . ثم أمرهم بالانصراف ، واحتجب عن الناس ثلاثة أيام لا يخرج .
ثم خرج ، فأمر المنادي أن ينادي في الناس ، أن يجتمعوا لأمر جامع فاجتمع الناس في المسجد ، وقعد هؤلاء حول المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه . ثم ذكر يزيد وفضله ، وقراءته القرآن ، ثم قال : يا أهل المدينة ، لقد هممت ببيعة يزيد ، وما تركت قرية ولا مدرة إلا بعثت إليها في بيعته ، فبايع الناس جميعا ، وسلموا ، وأخرت المدينة بيعته ، وقلت بيضته وأصله ، ومن لا أخافهم عليه ، وكان الذين أبوا البيعة منهم من كانوا أجدر أن يصله ، ووالله لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له ، فقام الحسين فقال : والله لقد تركت من هو خير منه أبا وأما ونفسا ، فقال معاوية : كأنك تريد نفسك ؟ فقال الحسين : نعم ، أصلحك الله .
فقال معاوية : إذا أخبرك ، أما قولك : خير منه أما ، فلعمري : أمك خير من أمه ، ولو لم تكن إلا أنها امرأة من قريش لكان لنساء قريش فضلهن ، فكيف وهي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم فاطمة في دينها وسابقتها ، فأمك لعمر الله خير من أمه ، وأما أبوك فقد حاكم أباه

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست