responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 163


إلى الله ، فقضى لأبيه على أبيك . فقال الحسين : حسبك جهلك ، آثرت العاجل على الآجل .
فقال معاوية : وأما ما ذكرت من أنك خير من يزيد نفسا ، فيزيد والله خير لأمة محمد منك .
فقال الحسين : هذا هو الإفك والزور ، يزيد شارب الخمر ، ومشتري اللهو خير مني ؟ فقال معاوية : مهلا عن شتم ابن عمك ، فإنك لو ذكرت عنده بسوء لم يشتمك . ثم التفت معاوية إلى الناس وقال : أيها الناس ، قد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ، ولم يستخلف أحدا ، فرأى المسلمون أن يستخلفوا أبا بكر ، وكانت بيعته بيعة هدى ، فعمل بكتاب الله وسنة نبيه ، فلما حضرته الوفاة ، رأى أن يستخلف عمر ، فعمل عمر بكتاب الله ، وسنة نبيه ، فلما حضرته الوفاة رأى أن يجعلها شورى بين ستة نفر ، اختارهم من المسلمين ، فصنع أبو بكر ما لم يصنعه رسول الله ، وصنع عمر ما لم يصنعه أبو بكر ، كل ذلك يصنعونه نظرا للمسلمين ، فلذلك رأيت أن أبايع ليزيد لما وقع الناس فيه من الاختلاف ، ونظرا لهم بعين الإنصاف .
ما قال عبد الله بن الزبير لمعاوية قال : وذكروا أن عبد الله بن الزبير قام إلى معاوية فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ، فترك الناس إلى كتاب الله ، فرأى المسلمون أن يستخلفوا أبا بكر ، ثم رأى أبو بكر أن يستخلف عمر ، وهو أقصى قريش منه نسبا ، ورأى عمر أن يجعلها شورى بين ستة نفر اختارهم من المسلمين ، وفي المسلمين ابنه عبد الله ، وهو خير من ابنك ، فإن شئت أن تدع الناس على ما تركهم رسول الله ، فيختارون لأنفسهم ، وإن شئت أن تستخلف من قريش كما استخلف أبو بكر خير من يعلم ، وإن شئت أن تصنع مثل ما صنع عمر ، تختار رهطا من المسلمين ، وتزويها عن ابنك ، فافعل .
فنزل معاوية عن المنبر ، وانصرف ذاهبا إلى منزله ، وأمر من حرسه وشرطته قوما أن يحضروا هؤلاء النفر الذين أبوا البيعة ، وهم الحسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عباس ، عبد الرحمن بن أبي بكر ، وأوصاهم معاوية فقال : إني خارج العشية إلى أهل الشام ، فأخبرهم أن هؤلاء النفر قد بايعوا وسلموا ، فإن تكلم أحد منهم بكلام يصدقني أو يكذبني فيه ، فلا ينقضي كلامه حتى يطير رأسه ، فحذر القوم ذلك ، فلما كان العشي ، خرج معاوية ، وخرج معه هؤلاء النفر ، وهو يضاحكهم ، ويحدثهم ، وقد ألبسهم الحلل ، فألبس ابن عمر حلة حمراء ، وألبس الحسين حلة صفراء ، وألبس عبد الله بن عباس حلة خضراء ، وألبس ابن الزبير حلة يمانية . ثم خرج بينهم ، وأظهر لأهل الشام الرضا عنهم : أي القوم ، وأنهم بايعوا ، فقال :

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست