responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 161


غائبا ، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص ، وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد فيما أخذ فيه ، من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش ، والحمام السبق لأترابهن ، والقيان ذوات المعازف وضرب الملاهي تجده باصرا ، ودع عنك ما تحاول ، فما أغناك أن تلقى الله من وزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه ، فوالله ما برحت تقدح باطلا في جور ، وحنقا في ظلم حتى ملأت الأسقية [1] وما بينك وبين الموت إلا غمضة ، فتقدم على عمل محفوظ ، في يوم مشهود ، ولات حين مناص ، ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ، ومنعتنا عن آبائنا تراثا ، ولقد - لعمر الله - أورثنا الرسول عليه الصلاة والسلام ولادة وجئت لنا بها ، أما حججتم به القائم عند موت الرسول ، فأذعن للحجة بذلك ، ورده الإيمان إلى النصف ، فركبتم الأعاليل ، وفعلتم الأفاعيل ، وقلتم كان ويكون ، حتى أتاك الأمر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيرك ، فهناك فاعتبروا يا أولي الأبصار ، وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأميره له ، وقد كان ذلك ، ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول ، وبيعته له ، وما صار - لعمر الله - يومئذ مبعثهم حتى أنف القوم إمرته ، وكرهوا تقديمه ، وعدوا عليه أفعاله ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا جرم معشر المهاجرين ، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري . فكيف تحتج بالمنسوخ من فعل الرسول ، في أوكد الأحكام ، وأولاها بالمجمع عليه من الصواب ؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعا ، وحولك من لا يؤمن في صحبته ، ولا يعتمد في دينه وقرابته ، وتتخطاهم إلى مسرف مفتون ، تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي في دنياه ، وتشقى بها في آخرتك . إن هذا لهو الخسران المبين . وأستغفر الله لي ولكم .
قال ؟ فنظر معاوية إلى ابن عباس فقال : ما هذا يا بن عباس ؟ ولما عندك أدهى وأمر .
فقال ابن عباس : لعمر الله إنها لذرية الرسول ، وأحد أصحاب الكساء ، وفي البيت المطهر ، فاله عما تريد ، فإن لك في الناس مقنعا ، حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين . فقال معاوية : أعود الحلم التحلم ، قال : وخيره التحلم عن الأهل . انصرفا في حفظ الله ، ثم أرسل معاوية إلى عبد الرحمن ابن أبي بكر ، وإلى عبد الله بن عمر ، وإلى عبد الله بن الزبير ، فجلسوا ، فحمد الله وأثنى عليه معاوية ثم قال : يا عبد الله بن عمر قد كنت تحدثنا أنك لا تحب أن تبيت ليلة وليس في عنقك بيعة جماعة وأن لك الدنيا وما فيها ، وإني أحذرك أن تشق عصا المسلمين ، وتسعى في تفريق ملئهم ، وأن تسفك دماءهم ، وإن أمر يزيد قد كان قضاء من



[1] الأسقية جمع سقاء وهو القربة ، والمراد أنك تكلمت كثيرا حتى ملأت الأوعية من كثرة كلامك .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست