نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة جلد : 1 صفحه : 139
ابن الحنفية وعبد الله بن جعفر ، وكفن في ثلاثة أثواب ، ليس فيها قميص ، وصلى عليه الحسن ابنه ، ودفن في قصر الإمارة بالكوفة ، وغمى قبره مخافة أن ينبشه الخوارج ، وقيل إنه نقل بعد صلح معاوية والحسن إلى المدينة ، وأخذ ابن ملجم ، فقطعت يداه ورجلاه وأذناه وأنفه ، وأتوا يقطعون لسانه ، فصرخ ، فقيل له : قد قطعت منك أعضاء ولم تنطق ، فلما أتوا يقطعون لسانك صرخت ؟ قال : إني أذكر الله به ، فلم يسهل علي قطعه ، ثم قتلوه بعد هذه المثلة . كانت خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر ، وكان عمره ثلاثا وستين سنة . وأما البرك : فإنه انطلق ليلة ميعادهم ، فقعد لمعاوية ، فلما خرج لصلاة الصبح شد عليه سيفه ، فأدبر معاوية ، فضرب رانفة [1] أليته ففلقها ، ووقع السيف في لحم كثير ، وأخذ ، فقال لمعاوية : إن لك عندي لخبرا سارا ، قد قتل الليلة علي ، وحدثه الحديث ، وعولج معاوية فبرئ ، وأمر بقتل البرك ، وقيل : ضرب البرك معاوية وهو ساجد ، فمذ ذاك جعل الحرس على رؤوس الخلفاء ، واتخذ معاوية المقصورة . وأما الثالث : فقصد عمرو بن العاص ليلة الميعاد ، فلم يخرج تلك الليلة ، لعلة وجدها في بطنه ، وصلى بالناس خارجة بن حذافة العدوي ، فشد عليه الخارجي ، وهو يظن أنه ابن العاص ، فقتله ، وأخذ ، فأتى به عمرو بن العاص ، فلما رآه قال : ومن المقتول ؟ قالوا : خارجة . فقال : أردت عمرا وأراد الله خارجة ، ثم قال لعمرو بن العاص الحديث ، وما كان من اتفاقه مع صاحبيه ، فأمر بقتله . فلما قتل علي تداعى أهل الشام إلى بيعة معاوية ، وقال له عبد الرحمن بن خالد بن الوليد : نحن المؤمنون ، وأنت أميرنا ، فبايعوه وهو بإيلياء لخمس ليال خلون من شوال سنة أربعين . فصل روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " يا علي ، أتدري من أشقى الأولين والآخرين ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال : أشقى الأولين : عاقر الناقة [2] ، وأشقى الآخرين : الذي يطعنك . وأشار إلى حيث طعن " . قال : وخرج علي في ليلة قتله وهو يقول :
[1] رانفة الألية : أسفلها . [2] عاقر الناقة : الذي عقر ناقة صالح عليه السلام التي أخرجها الله لثمود من الحجر معجزة لصالح عليه السلام .
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة جلد : 1 صفحه : 139