نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة جلد : 1 صفحه : 138
عندها مدة ، فقالت له في بعض الأيام وهو مختف : لطالما أحببت المكث عند أهلك ، وأضربت عن الأمر الذي جئت بسببه ، فقال : إن لي وقتا واعدت فيه أصحابي ، ولن أجاوزه فلما كان اليوم الذي تواعدوا فيه ، خرج عدو الله ، فقعد لعلي حين خرج علي لصلاة الصبح ، صبيحة نهار الجمعة ، ليلة عشر بقيت من رمضان سنة أربعين ، فلما خرج للصلاة وثب عليه ، وقال : الحكم لله لا لك يا علي ، وضربه على قرنه [1] بالسيف ، فقال علي : فزت ورب الكعبة ، ثم قال : لا يفوتنكم الرجل ، فشد الناس عليه ، فأخذوه . وكان علي رضي الله عنه شديد الأدمة [2] ثقيل العينين ، ضخم البطن ، أصلع ، ذا عضلات ، في أذنيه شعر يخرج منهما ، وكان إلى القصر أقرب . وكان ابن ملجم يعرض سيفه ، فإذا أخبر أن فيه عيبا أصلحه ، فلما قتل عليا قال : لقد أحددت سيفي بكذا وكذا ، وسممته بكذا وضربت به عليا ضربة لو كانت بأهل المصر لأتت عليهم . وروي عن الحسن أنه قال : أتيت أبي فقال لي : أرقت الليلة ، ثم ملكتني عيني [3] . فسنح لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : يا رسول الله ، ماذا لقيت من أمتك من من الأود [4] واللدد ؟ فقال : ادع عليهم ، فقلت : اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم ، وأبدلهم بي شرا لهم مني ، وخرج إلى الصلاة فاعترضه ابن ملجم ، وأدخل ابن ملجم على علي بعد ضربه إياه ، فقال : أطيبوا طعامه ، وألينوا فراشه ، فإن أعش فأنا ولي دمي ، إما عفوت ، وإما اقتصصت ، وإن أمت فالحقوه بي ، ولا تعتدوا ، إن الله لا يحب المعتدين . قالوا وبكت أم كلثوم ، وقالت لابن ملجم : يا عدو الله ، قتلت أمير المؤمنين ، قال : ما قتلت أمير المؤمنين ، ولكني قتلت أباك . قالت : والله إني لأرجو ألا يكون عليه بأس ، قال : ولم تبكين إذا ؟ والله لقد أرهفت السيف ، ونفيت الخوف ، وجبت الأجل ، وقطعت الأمل وضربت ضربة لو كانت بأهل المشرق لأتت عليهم . ومكث على يوم الجمعة ويوم السبت ، وتوفي ليلة الأحد ، وغسله الحسن والحسين ومحمد
[1] أي على رأسه . [2] الأدمة : السمرة . [3] أي نمت . [4] الأود : العوج ، أي بعد عدم استقامتهم واعوجاجهم على ، واللدد : شدة الخصومة وعدم الرجوع إلى الحق .
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة جلد : 1 صفحه : 138