responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 137


خذوا للحرب أهبتها ، وأعدوا لها التهيؤ ، فإنها قد وقدت نارها ، وعلا سناها [1] ، وتجرد لكم فيها الظالمون ، كيما يطفئوا نور الله ويقهروكم ، عباد الله ، ألا إنه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والجفاء ، بأولى في الجد في غيهم وضلالهم وباطلهم ، من أهل النزاهة والحق والإخبات بالجد في حقهم ، وطاعة ربهم ، ومناصحة إمامهم ، إني والله لو لقيتهم وحيدا منفردا ، وهم في أهل الأرض إن [2] باليت بهم أو استوحشت منهم ، إني في ضلالهم الذي هم فيه ، والهدى الذي أنا عليه ، لعلى بصيرة ويقين وبينة من ربي ، وإني للقاء ربي لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر راج ، ولكن أسفا يعتريني ، وجزعا يريبني من أن يلي هذه الأمة سفهاؤها وفجارها ، فيتخذون مال الله دولا ، وعباد الله خولا ، والصالحين حربا ، والقاسطين حزبا [3] ، وأيم الله لولا ذلك ما أكثرت تأليبكم وجمعكم ، وتحريضكم ، ولتركتكم ، فوالله إني لعلى الحق ، وإني للشهادة لمحب ، أنا نافر بكم إن شاء الله ، فانفروا خفافا وثقالا ، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ، إن الله مع الصابرين .
مقتل علي عليه السلام قال المدائني : حج ناس من الخوارج سنة تسع وثلاثين ، وقد اختلف عامل علي وعامل معاوية ، فاصطلح الناس على شبيب بن عثمان ، فلما انقضى الموسم أقام النفر من الخوارج مجاورين بمكة ، فقالوا : كان هذا البيت معظما في الجاهلية ، جليل الشأن في الإسلام ، وقد انتهك هؤلاء حرمته ، فلو أن قوما شروا [4] أنفسهم فقتلوا هذين الرجلين اللذين قد أفسدا في الأرض ، واستحلا حرمة هذا البيت ، استراحت الأمة ، واختار الناس لهم إماما . فقال عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله : أنا أكفيكم أمر علي . وقال الحجاج بن عبد الله الصريمي ، وهو البرك : أنا أقتل معاوية . فقال : أذويه مولى بني العنبر ، واسمه عمرو بن بكر والله ما عمرو بن العاص بدونهما . فأنا به : فتعاقدوا على ذلك ثم اعتمروا عمرة رجب . واتفقوا على يوم واحد يكون فيه وقوع القتل منهم في علي ومعاوية وعمرو ، ثم سار كل منهم في طريقه فقدم ابن ملجم الكوفة وكتم أمره ، وتزوج امرأة يقال لها : قطام بنت علقمة ، وكانت خارجية ، وكان علي قد قتل أخاها في حرب الخوارج . وتزوجها على أن يقتل عليا . فأقام



[1] سناها : ضوؤها .
[2] إن هنا بمعنى ما النافية أي ما باليت بهم .
[3] سبق بيان معنى الخول والقاسطين قريبا .
[4] باعوا أنفسهم .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست