الواقع بعد «إن» ، لأنه نوع عموم أيضا ، والشرط بعد هذه الأسماء أيضا ،
كالشرط بعد «إن» في احتمال الوجود والعدم ؛
وأيضا ، فإنهم
سلكوا طريق الاختصار ، بتضمين هذه الكلمات العامّة معنى «إن» ، إذ كان يطول عليهم
الكلام لو قالوا في من ضربت ضربت : إن ضربت زيدا ، وإن ضربت بكرا ، ضربت ، إلى ما
لا يتناهى ، وكذا ، ما ، ومتى ، وسائر أخواتهما ؛
ويجوز اتصال «ما»
الزائدة ، بإن ، وأيّ ، وأيّان ، ومتى ؛ وأمّا في : حيثما ، وإذ ما ، فكافة ، كما
ذكرنا ؛
وقد اختلف في
العامل في الشرط والجزاء ؛ قال السيرافي : إن العامل فيهما كلمة الشرط ، لاقتضائها
الفعلين اقتضاء واحدا ، وربطها الجملتين : إحداهما بالأخرى حتى صارتا كالواحدة ،
فهي [٢] كالابتداء العامل في الجزأين [٣] ، وكظننت ، وإنّ ، وأخواتهما ، عملت في الجزأين لاقتضائها
لهما ؛
وذهب الخليل ،
والمبرد ، إلى أن كلمة الشرط تعمل في الشرط ، وهما معا تعملان في الجزاء ،
لارتباطهما ، وحرف الشرط ضعيف لا يقدر على عملين مختلفين ؛ وهذا كما قيل : إن
الابتداء والمبتدأ يعملان في الخبر ؛
وأجيب عن ضعف
الحرفين عن عملين بأن ذلك يجوز إذا اقتضى شيئين كإنّ وأخواتها ، و «ما» و «لا».
[١] هذا استطراد من
الرضي ، ولم يأت له ذكر في كلام ابن الحاجب ؛
[٢] أي كلمة الشرط
التي يرى السيرافي أنها العامل في الشرط والجزاء معا شبهها بالابتداء ؛
[٣] بناء على الرأي
القائل بأن الابتداء عامل في المبتدأ والخبر معا كما تقدم في باب المبتدأ.