وقال بعض
النحاة : أصله إمّا ، وهو لا يجيء إلا بنون التوكيد بعده كقوله تعالى : (فإمَّا تَرَيِنَّ)[٢] ، فلما كان ينكسر البيت بالنون ، غيّر صورة إمّا ، بقلب
الميم الأولى ذالا ؛ ولا يتمّ له هذا في قوله : إذ ما دخلت [٣].
وقال المبرد :
اذ ما باقية على اسميتها ، و «ما» كافة لها عن طلب الإضافة ، مهيئة للشرط والجزم ،
كما في «حيث» فإنها صارت بما ، بمعنى المستقبل ، وجازمة.
وأمّا الاعتراض
بإذاما [٤] ، فلا يلزم ، إذ ربّما اختص بعض الكلمات ببعض الأحكام
اختيارا منهم بلا مرجح ، ألا ترى أن «حيث» مثل «إذا» متضمن لمعنى الشرط ، بل : «إذا»
أقعد فيه ، وتجزم «حيث» مع «ما» دون «إذا».
وأمّا «حيثما»
، فنقول : «ما» فيها ، كافة لحيث عن الإضافة ، لا زائدة ، كما في : متى ما ، وإمّا
، وذلك أن «حيث» كانت لازمة للإضافة ، فكانت مخصّصة بسبب المضاف إليه ، فكفتها «ما»
عن طلب الإضافة لتصير مبهمة كسائر كلمات الشرط ؛
وإنما وجب
إبهام كلمات الشرط ، لأنها ، كلها ، تجزم لتضمنها معنى «ان» ، التي هي للابهام ،
فلا تستعمل في الأمر المتيقن من المقطوع به ، لا يقال ، مثلا ، إن غربت الشمس ، أو
طلعت ؛ فجعل العموم في أسماء الشرط ، كاحتمال الوجود والعدم في الشرط
[١] هذا هو الشاهد
الثاني الذي استشهد به سيبويه في الموضع السابق ، وقد أورد سيبويه بعده بيتا آخر
يتضمن جواب الشرط وهو قوله :
فإني من قوم سواكم وإنما
رجالي فهم بالحجاز وأشجع
والبيتان كما نسبهما سيبويه لعبد الله
بن همام السلولي وهو شاعر إسلامي ؛