أن هذه الحروف
مختلف فيها إذا انتصب الفعل بعدها بإضمار «أن» ، فعند : حتى ، ولام كي ، ولام
الجحود : حروف جرّ ، والواو ، والفاء ، وأو ، حروف عطف ، ولا ينصب شيء منها بنفسه
، لأن الثلاثة الأولى من عوامل الأسماء ، ولا يعمل شيء منها في الأفعال ؛ والثلاثة
الأخيرة غير مختصة ، وشرط العامل الاختصاص بأحد القبيلين [١] ؛ وجاءت «أن» ظاهرة بعد لام كي ، خاصة ، في بعض المواضع
، فتبيّن بذلك أنها غير عاملة بنفسها.
وعند الكوفيين
أن حتى ، واللامين ، تنصب بنفسها ، لقيامها مقام الناصب ، فاللام قامت مقام كي ،
فعملت عملها ، وكذلك حتى التعليلية ، وأما إذا كانت بمعنى إلى ، فتعمل عمل «أن».
وفيما قالوا
بعد ، لأن الأصل عدم خروج الشيء عن أصله واعتقاد بقائه على أصله :
أولى ، ما لم
يضطر إلى اعتقاد خروجه عن ذلك الأصل.
وفيما تأوّل
البصريون من تقدير الناصب بعد هذه الجارّة ، حتى تبقى على أصلها ، مندوحة عن
اعتقاد خروجها عن أصلها ، ولا سيّما وقد ثبت تقدير الناصب في نحو قولها :
[٢] صواب الرواية :
ولبس بواو العطف لأن قبله ببيتين : أول القصيدة وهو :
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحبّ إليّ من قصر منيف
والأرواح جمع ريح ، وأخطأ من قال أرياح
، وهذا من كلام ميسون بنت بحدل الكلابية ، أم يزيد ابن معاوية ، تزوجها معاوية
وكانت في البادية فلم تعجبها حياة القصور فقالت هذه الأبيات ، ولذلك قال الشارح
كقولها ؛