اغزه ولم يرمه ، لأن الاجحاف ههنا أكثر لو سكن العين ، وذلك بحذف الفاء
واللام وإسكان العين ؛
وبعض العرب لا
يلحقون هاء السكت ، من المتحرك الآخر ، إلا ما حذف من آخره شيء ، ولا يقفون على ما
لم يحذف منه شيء ، كأنا ، ولعلّ وليت ، وسائر ما ذكرنا ، إلا بالإسكان ؛
وروى يونس
وعيسى بن عمر [١] : أن بعض العرب يقف على المحذوف الآخر أيضا ، نحو : اغز
، وارم ، بالإسكان من غير هاء ؛ قال سيبويه [٢] : هذه أقل اللغتين ؛
وإلحاق الهاء
في نحو : علام ، وإلام ، وحتّام ؛ وبم ، وفيم وعمّ : أجود من حذفها ، لأنه حذف
منها الألف ، كما حذف في نحو : اغزه ، وارمه واخشه : الحرف الأخير ؛ ويجوز إسكانها
وإن صارت الميم على حرف واحد ، لأنها امتزجت بحرف الجر قبلها ، فصارتا معا ، كحسام
[٣] ، لأن الجارّ لا ينفك عن المجرور ، وهذا المجرور لكونه على حرف ، صار كبعض
حروف الجارّ ، فالاتصال حاصل من الطرفين ؛
وإذا وقفت على
نحو : مجيء م جئت ، فقلت : مجيء مه ، فالهاء لازمة كما في : قه وره ، لأن المضاف
لكونه اسما ، لا يمتزج بالمجرور امتزاج حرف الجر بمجروره ؛
وتحذف هاء
السكت عند الوقف ، في الدرج كهمزة الوصل ، إلّا أن يجرى الوصل مجرى الوقف ، كقوله
تعالى : (هَلَكَ عَنِّي
سُلْطانِيَهْ ، خُذُوهُ فَغُلُّوهُ)[٤] وصلا ؛
وحقها السكون
وإن وقعت بعد الألف ، لأن اجتماع الساكنين محتمل في الوقف ؛ ويحركها من يثبتها
وصلا بعد الألف مجريا للوصل مجرى الوقف : إمّا بالضمة ، تشبيها لها
[٣] يعني صارتا كاسم
رباعي قبل آخره ألف بقطع النظر عن حركة أوّله ، وذلك خاص بما الاستفهامية المجرورة
بكل من : إلى وعلى ، وحتى ، ويمكن أن تعلّل بقية الأمثلة بما ذكره من الامتزاج ؛