ولم يلحقوها
النونات في الأمثلة الخمسة ، نحو : يضربانه ، ويضربونه ، وتضربينه .. [١] ، لأن النون علامة الرفع فهي كالحركة الإعرابيّة ؛
وقد منع بعض
البصريين أن يقال : انطلقنه ، وضربنه لالتباس الأول بضمير المصدر ، والثاني
بالمفعول. به ؛
وليس بشيء ،
لأن الخليل حكى : انطلقنه عن العرب [٢] ، ولو كان اللبس مانعا لم يقولوا : أعطيتكه ، وإنه ،
وليته ولعلّه ، واعلمنه ؛
وقد استعملوا
في بعض ذلك : الألف مكان الهاء ، لمشابهتها لها وذلك في : أنا ، وحيّهلا ؛
ولم يلحقوها
آخر نحو : لا رجل ، ويا زيد ، ونحو : خمسة عشر ، لأن حركة البناء عارضة ، فتشبه ،
لذلك ، الحركة الإعرابيّة ؛
وكذا لم
يلحقوها آخر الماضي المجرّد ، لأنه إنما حرّك ، كما ذكرنا في بابه ، لمشابهته
المعرب ، فكأن حركته إعرابيّة ، فلم يقولوا : ضربه ؛
وإذا كانت
الكلمة مما ذهب لامها ، جزما ، أو وقفا ، فإن بقيت على حرف واحد ، فهاء السكت
واجبة ، نحو : ره ، وقه ، لاستحالة الوقف على المتحرك والابتداء بالساكن ؛
وإن كانت على
أكثر من حرف نحو : اغزه ، وارمه ، واخشه ، ولم يغزه ، ولم يرمه ، ولم يخشه ،
فالهاء في مثلها ليست بواجبة ، لكنها ألزم ههنا منها في نحو : ثمّه ، ومسلمونه ،
لأنك إذا لم تأت بها سكّنت آخر الكلمة بعد حذف حرف منها ، وهو إجحاف ؛
وهي في نحو :
أعه وأقه ، في قولك إن تع أعه ، وإن تق أقه ، ألزم [٣] منها في :
[١] ذكر ثلاثة من
الأمثلة الخمسة ، والباقيان هما تفعلان وتفعلون ؛