وعند الخليل أن
الناصب مضمر بعدها [١] ، بناء على مذهبه ، وهو أنه لا ناصب سوى «أن».
ومذهب الكوفيين
، أنها في جميع استعمالاتها حرف ناصبة مثل «أن» ويعتذرون في نحو : كيما أن تغرّ ،
بأن «أن» زائدة ، أو بدل من كي ، وفي : كي لتقضيني ، بزيادة اللام ، كما في : (ردِف لكم)[٢] وفي : «كيمه» [٣] بأن الفعل المنصوب بكي ، مقدّر ، و «ما» منصوب بذلك
الفعل ، كأنه قيل : جئتك ، فتقول : كيمه ، أي كي أفعل ماذا.
وفي اعتذارهم
هذا مخالفة لعدة أصول : أحدها : حذف الصلة وإبقاء معمولها [٤] ، والثاني : نصب «ما» الاستفهامية متأخرة عن الفعل
المقدّر ، ولا تنصب إلا مقدمة عليه ، ولهم أن يقولوا : المقدّر كالمعدوم ، إلّا
أنّ «كي» يكون ، إذن ، متقدما على كلمة الاستفهام ، مع أنه لا يكون مركبا معه
ككلمة واحدة للاستفهام ، كما في : لمه ، وبمه ، فإن الجار والمجرور ككلمة واحدة ،
فيسقط «ما» بهذا الوجه عن التصدر اللفظي.
والثالث : حذف
ألف «ما» الاستفهامية غير مجرورة ، ولا نظير له في كلامهم.
وعند البصريين
: كي قد تكون ناصبة بنفسها كأن ، وجارّة مضمرا بعدها «أن» ؛ فإذا تقدمها اللام نحو
: (لِكَيْلا تَأْسَوْا)[٥] ، فهي ناصبة لا غير بمعنى «أن» ، وليس فيها معنى
التعليل ، بل هو مستفاد من اللام ، وإذا جاء بعدها «أن» ، فهي ، إذن ، جارّة لا
غير ، بمعنى لام التعليل ، وهكذا في «كيمه» ولا تجر الاسم الصريح إلا في «كيمه» ؛
وفي غير هذه المواضع ، نحو : جئتك كي تكرمني ، يحتمل أن تكون ناصبة بنفسها