وإذا جاءت «أم»
بعد اسم الاستفهام ، فلا بدّ من إعادة ذلك الاسم بعد «أم» ، نحو : من يطعمني ، أم
من يسقيني ، و : أين آكل أم أين أشرب ، إذا قصدوا إشراك ما بعد أم ، فيه [٤] ، فلا يجوز : من يطعمني أم يسقيني ؛ وإن لم يقصد إشراكه
فيه ، نحو : من يطعمني أم يسقيني زيد ، جاز ،
وإنما وجب
إعادته مع الإشراك فيه ، لأن «أم» منقطعة ، إذ المتصلة لا بدّ لها من تقدم الهمزة
، وأم المنقطعة حرف استئناف وهي بمعنى «بل» وساذج الاستفهام الذي هو معنى الهمزة ،
فلا تفيد معنى الأسماء الاستفهامية المتقدمة ، لأن معناها : أشياء مقرونة بمعنى
الاستفهام فإذا قصدت معناها ولم يستفد من «أم» لا بالعطف ، لأن المنقطعة حرف
استئناف ، كما ذكرنا ، ولا بالتضمين ، كما تضمنت معنى الهمزة ، لم يكن لك بدّ من
التصريح بها بعد «أم» ؛
وأما «هل» ،
فيجوز فيها ترك الإعادة ، لأنها لساذج الاستفهام كالهمزة ، ويجوز الإعادة تشبيها
بأخواتها الاسمية في عدم العراقة وقد جمعهما الشاعر في قوله :
[١] ثاني بيت في
قصيدة طويلة من المفضليات لعلقمة بن عبدة المعروف بعلقمة الفحل ، وسيأتي المطلع
قريبا ، ومشكوم أي مجازى بما فعل ، يعني هل يجازى حين يبكي على فراق أحبابه يوم
البين ؛