وإنكار النفي إثبات ؛ وأمّا «هل» فلا تدخل على النافي أصلا ؛ ومنها : أن
الهمزة تستعمل مطردا مع «أم» التسوية ، ولا تستعمل «هل» معها ، إلا شاذا ، كما مرّ
؛
وتختص «هل»
بحكمين دون الهمزة ، وهما كونها للتقرير في الإثبات ، كقوله تعالى :
(هَلْ ثُوِّبَ
الْكُفَّارُ)[١] ، أي ألم يثوّب ، وقولهم : هذه بتلك وهل جزيتك يا عمرو
وإفادتها إفادة النافي ، حتى جاز أن يجيء بعدها «الّا» قصدا للإيجاب ، كقوله تعالى
: (هَلْ جَزاءُ
الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ)[٢] وقال :
ومن خصائص
الهمزة أن تدخل على الفاء ، والواو ، وثمّ ، كما تقدم في حروف العطف ، ولا تدخل «هل»
عليها ، لأنها فرع الهمزة فلا تتصرف تصرّفها ؛
وهذه الحروف
تدخل على «هل» ولا تدخل على الهمزة ، لكونها أصلا في الاستفهام الطالب للتصدر ،
قال تعالى : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[٤] ، وقال الشاعر :
وهل أنا إلا من غزية ... البيت ؛
وتقول : إن
أكرمتك فهل تكرمني ، ولا تقول : فأتكرمني كما مرّ في الجوازم ، وتقول : أسلّم عليه
ثم هل يلتفت إليّ ؛ ولا تجيء الهمزة بعد «أم» ويجوز ذلك في «هل» وسائر كلم
الاستفهام ، لعروض معنى الاستفهام فيها ، كما تبيّن من مذهب سيبويه ، أعني حذف
همزة الاستفهام قبل هذه الأسماء وعراقة الهمزة في الاستفهام فلا يجمع بين حرفي
استفهام ، قال :