لا شك في غلبة
استعمالها مسبوقة بالاستفهام ، وذكر بعضهم أنها تجيء لتصديق الخبر ، أيضا ؛ وذكر
ابن مالك [١] أن «إي» بمعنى «نعم» فإن أراد أنه يقع مواقع نعم ،
فينبغي أن يقع بعد الخبر ، موجبا كان أو منفيا فيكون لتقرير الكلام السابق كنعم ،
سواء [٢] ؛ يقال : لا تضربني فتقول : إي والله لا أضربك ، وكذا يقال : ما ضرب زيد
فتقول : إي والله ما ضرب ، وهذا مخالف للشرطين اللذين ذكرهما المصنف ، أعني لزوم
سبق الاستفهام وكونها للإثبات ؛
وإن أراد أنه
للتصديق مثل «نعم» ، وإن لم يقع مواقعها ، فكذا جميع حروف التصديق
ولا يستعمل بعد
«إي» فعل القسم ، فلا يقال : إي أقسمت بربيّ ، ولا يكون المقسم به بعدها ، إلا
الربّ ، والله ، ولعمري ؛ تقول : إي والله ، وإي الله بحذف حرف القسم ونصب «الله»
وإي ها الله ذا ، وإي وربي وأي لعمري ؛
وإذا جاء بعدها
لفظة «الله» ، فإن كان مع «ها» نحو : إي ، ها الله ذا ، فقد مرّت الوجوه الجائزة
فيه في باب القسم [٣] ؛ ويجب جر «الله» إذن ، لنيابة حرف التنبيه عن الجارّ ؛
وإن تجرّدت عن «ها»
، فالله ، منصوب بفعل القسم المقدر ؛ وفي ياء «إي» ثلاثة أوجه ؛ حذفها للساكنين ،
وفتحها ، تبيينا لحرف الإيجاب ؛ وإبقاؤها ساكنة ، والجمع بين ساكنين مبالغة في
المحافظة على حرف الإيجاب بصون آخره عن التحريك والحذف وإن كان يلزم ساكنان على
غير حدّه ، لأنهما في كلمتين ، إجراء لهما مجرى كلمة واحدة ، كالضالّين ، وتمودّ
الثوب ؛ كما في : ها الله ، وهذا ، أيضا من خصائص لفظة «الله» ؛
[١] في هذا المكان
جاءت إشارة بالهامش إلى أن في بعض النسخ : وذكر المالكي ، بدلا من ابن مالك ، وهذا
القول في التسهيل لابن مالك ، وهو يؤيد ما ذهبنا إليه من أن المراد من المالكي
وابن مالك شخص واحد ؛